لماذا هذه المدوّنة؟

إطلاق المدوّنة: 27 تشرين الثاني 2014.
****************
للتذكير: سبق وأنشأنا مدوّنة هذا عنوانها http://arabicsagesse.blogspot.com/

رابط أغنية إنت المعنى (كلمات ماري القصّيفي - لحن روجيه صليبا)

رابط أغنية يا عواميد الحكمة السبعة (كلمات ماري القصّيفي - لحن إيلي الفغالي)

رابط أغنية فوق التلّة الما بتنام (كلمات ماري القصّيفي - اللحن والأداء لنادر خوري)

رابط أغنية يا حكمتنا (كلمات زكي ناصيف - لحن نديم محسن)

رابط أغنية يا عصافير النار (2019 - الصفّ الأساسيّ الثاني C)

رابط أغنية قصّة شادي وكتابو (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس A)

رابط أغنية نسّم علينا الهوا (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس B)

رابط أغنية نقّيلي أحلى زهرة (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس C)

رابط أغنية طيري يا طيارة طيري (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس D)

رابط أغنية أهلا بهالطلّة (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابعِ A)

رابط أغنية شدّوا بالصنّارة (2019- الصفّ الأساسيّ الرابع B)

رابط أغنية طلّوا حبابنا (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابع C)

الخميس، 25 يناير 2018

الثقافة والثورات العربيّة - نصّ للصفوف الثانويّة

 الدكتور مرزوق بشير

الثقافة والثورات العربيّة
1- ثوراتِ الشعوبِ ليست غاية بذاتها، هي الشعلةُ الّتي سوف يحملُها المثقّفُ لإنارةِ الظلمةِ، وهي المُمَوِّلُ الّذي سوف يمهّدُ الدروبَ إلى المستقبل.
2- إنَّ الثوراتِ الّتي تتوقَّفُ مقاصدُها عند إسقاطِ رؤوسِ واستبدالِها برؤوس أخرى، أو استبدالِ نظامٍ سياسيٍّ بآخَرَ، لن يُكتبَ لها التقدُّمُ، فالمَفاسد ليست في قِمَّةِ الهَرَمِ فقط، إنَّما في قاعدتِهِ أيضًا، فالتعليمُ المتخلّفُ والثقافةُ الاستهلاكيَّة، هُما مَن يُنتِجان مجتمعًا فاسدًا. إنَّ ما يتيحُ نجاحَ الثوراتِ واستمرارَها هو أن يُرفعَ شعارُ تغييرِ النُظُمِ التعليميَّةِ الجامدةِ والنَسَق الثقافيِّ النَمَطيِّ الاستهلاكيِّ. وشعارُ رحيلها، والقضاءُ على المُرتَكَزاتِ الّتي قامَت عليها السلطاتُ العقيمةُ، بفرضِها ثقافة واحدة، وتجيشُ كافة مرافق الدولةِ ومنابرِها المدنيّةِ والدينيّة، تبرِّرُ لها الفسادَ، وتنشرُ ثقافاتٍ مصطنعة بحجَّةِ حمايةِ تاريخِ الأمَةِ وتُراثِها: وهي ثقافةُ تلخيصُ المفاهيمِ في مفهومٍ واحدٍ، والمصطلحاتِ في مصطلحٍ واحدٍ، وأبطالِ التراجيديا في بطلٍ واحدٍ. ومن يستقرئْ أشكالَ الثقافةِ العربيّةِ وصُوَرَها فسوفَ يجدُها على النحوِ الآتي:
3- ثقافةً خادمةً ومجيّرةً لأهدافِ وغاياتِ السلطةِ الواحدةِ أو الحزبِ الواحدِ، وبالتالي يتخلّى المثقّفُ عن دَوْرِهِ الإبداعيِّ والجَماليِّ إلى إنتاجِ فنٍّ رخيصٍ ودُعائيٍّ، أقربَ إلى الإعلان منه إلى الإعلامِ والتثقيفِ والتوعيةِ وإشاعةِ الجمال عند مُتَلقِّيهِ؛ ثقافة تبدُو في ظاهِرها مُبْهرَة وبرّاقة، لكنَّ جَوهَرَها أجوفُ؛ ثقافة يصرفُ عليها الرسميُّون الملايينَ من الدُولاراتِ، لإثارةِ الإعجابِ والدهشةِ والضجيج، ولكنَّها لا تَعبُرُ بمُتَلقِّيها إلى المستقبل، ولا تُحاسِبُ من خلالِها فسادَ الواقع.
4- النوعُ الثاني من الثقافةِ هو المُستَورَدُ، وهي ثقافةٌ استعلائيّة غريبة على الأمَّةِ ورُوحها وضميرِها، وهي ثقافة الغاية منها التماهي والادّعاءُ والتصنُّعُ بالتقدُّمِ والتحدِّيِ، ثقافة لاتتفاعَلُ مع وجدان الأمَّةِ ومَشاعرِها، وبالتالي يتحوّلُ المُواطنُ إلى مجرَّدِ متفرِّجٍ متبلِّدٍ وليسَ جُزءًا من المشهدِ الثقافيِّ المعروض أمامَهُ.
5-  النوع الثالث، هو الثقافة الجادَّة، وهي الثقافة الّتي تتولَّدُ بطرقٍ طبيعيّةٍ، وليسَ بولاداتٍ قيصريَّةٍ؛ يؤلِّفُ حكاياتِها الناسُ ويرسمُها الناسُ ويلحِّنُها الناسُ ويغنِّيها الناسُ. هي ثقافةٌ يعترفُ الناس فيها بحُبِّهم للحياة، ويعبِّرون عن شَكْوَاهُم من خلالها، مَرَّة بالرواية ومَرَّة بالأغنية، وملرّة بلوْحَةٍ فنِّيَّةٍ ومَرَّة بالرقص ومَرَّة بالقصائِدِ.
6- لن تُستكمَلَ الثوراتُ وتستقرَّ في غيابِ ثقافةٍ جادَّةٍ، فثقافةُ الأمَّة هي مرجعيَّتُها ومُنطلقُها إلى صناديق الاقتراع لتختارَ بوَعْيٍ كاملٍ مَنْ يُمَثِّلُها، لتَجَنُّب وُصول أولئكَ المخادعينَ إلى مَواقِعِ السُلْطَةِ الّتي يحمِلهم إليها جُهَلاءُ الأمَّة المدفوعون بشعاراتٍ بَرَّاقَةٍ، لم يحاوِلوا أن يتوَقَّفوا عندها ليَتَساءلوا عن حقيقتِها. وهو أمرٌ لم يكنْ ليحدُثَ لو أنَّهم استَنَدوا إلى مرجعيَّةٍ ثقافيّةٍ تُرشِدُهم إلى حقيقةِ تلك الشعاراتِ والثقافة بكلِّ أطيافِها، هي القادرةُ على رقابةِ مساراتِ التغييرِ والقادرةُ على المسألةِ، والقادرةُ على التمييزِ بين الصحيح والمزيَّفِ.
7- فالقصيدة والأغنية واللوحة الفنّيَّة والرواية والموسيقى، هي رَوَافد لثقافة الأمّة الكبرى، فلو أبقينا جرَيَان هذه الروافد في وجدان الأمّة وعَقلها ومَشاعرها، سوف نضمَن في النهاية مُواطنا مُثقَّفا وواعيا بقضايا الوطن وقادرا على مُواجَهَة الفساد والمُفسِدين، وسوف نضمَن ربيعا عربيّا دائما بفضل الثقافة.
                       د. مرزوق بشير، مجلّة "الدوحة"، العدد 51 يناير 2012، ص 73 (بتصرُّف).

أوّلًا: في القراءة والتحليل:
1- حَدِّد بأسلوبِكَ الشَخْصِيِّ كُلًا من الإشكاليَّةِ الّتي يطرَحُها الكاتبُ، والحَلَّ الّذي تَوَصَّلَ إليهِ، وأبدِ رأيَكَ.
2- في الفقرة الثانية يلمِّحُ الكاتب إلى واقعِ وإلى مبدأ؛ حَدِّد كلًّا منهما بأسلوبكَ الشخصيّ.
3- بيِّنْ، بالاستناد إلى النصّ، كيف يمكنُ للثقافةِ أن تكونَ قادرةً على تمييزِ الصحيحِ منَ المُزيَّفِ.
4- لخِّص الفِقرتين الثالثة والرابعة في حُدودِ خمس وثلاثين كَلِمَة، ملتزمًا قواعد التخليص.
5- عرّف نوع النّصّ، ثمّ قدّم أربع سمات لهذا النّوع متوافرة في النّصّ ومقرونة بالشّواهد.
6- اذكرْ وظيفة كلّ من أدوات الربطِ المُشار تحتَها بخَطّ: الفاء (فالمفاسد)- إنَّ-لكنَّ.

7- اضبُط بالشكل أواخِرَ كلماتِ الفقرةِ الأخيرة من النصِّ: "فالقصيدة... الثقافة". (لا يعتبر الضّمير آخر الكلمة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق