لماذا هذه المدوّنة؟

إطلاق المدوّنة: 27 تشرين الثاني 2014.
****************
للتذكير: سبق وأنشأنا مدوّنة هذا عنوانها http://arabicsagesse.blogspot.com/

رابط أغنية إنت المعنى (كلمات ماري القصّيفي - لحن روجيه صليبا)

رابط أغنية يا عواميد الحكمة السبعة (كلمات ماري القصّيفي - لحن إيلي الفغالي)

رابط أغنية فوق التلّة الما بتنام (كلمات ماري القصّيفي - اللحن والأداء لنادر خوري)

رابط أغنية يا حكمتنا (كلمات زكي ناصيف - لحن نديم محسن)

رابط أغنية يا عصافير النار (2019 - الصفّ الأساسيّ الثاني C)

رابط أغنية قصّة شادي وكتابو (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس A)

رابط أغنية نسّم علينا الهوا (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس B)

رابط أغنية نقّيلي أحلى زهرة (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس C)

رابط أغنية طيري يا طيارة طيري (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس D)

رابط أغنية أهلا بهالطلّة (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابعِ A)

رابط أغنية شدّوا بالصنّارة (2019- الصفّ الأساسيّ الرابع B)

رابط أغنية طلّوا حبابنا (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابع C)

الجمعة، 10 فبراير 2017

الطبع غلب التَطَبُّع (5- من كتاب حكايات أدبيّة من الذاكرة الشعبيّة لسلام الراسي)

غلاف أحد كتب سلام الراسي

الطبع غلب التَطَبُّع
يُحكى أنَّ في مطلع إحدى السنوات المدرسية أجرت الجامعة الأميركية في بيروت، مباراةً بالركض، فاجتمع المتبارون والمشاهدون في الملعب قبل بدء السباق.
       وحدث أن تلميذًا كان قدُمَ حديثًا من إحدى البلدان المجاورة ورأى الطّلاب يسيرون باتجاه الملعب فتبعهم.
       وهناك سأل عن الغاية من وجود الناس في ذلك المكان، فقيل له إن الجامعة تُجري مباراةً بالركض، فتقدَّم وقال إنه يريد أن يركضَ مع الأخوان.
       فنظر الحَكَمُ إلى الشا، فرآه يرتدي دشداشةً فضفاضة، ويعتمر كوفيةً وعقالًا، وينتعلُ حذاءً بدائيًا معلَّقًا بأصابع رجليِه، فقال الحَكَم لنفسه: "سأسمحُ له بدخول المباراة، لأجعله نكتةَ الموسم".
       وأشار إليه أن يقفَ مع المتبارين. ثم صفر إيذانًا ببدءِ المباراة، فانطلقَ المتبارون، فيما ذُهلَ الشابُ فترةً، ثم انتبه، فشمَّر أذيالَ الدشداشة وعقدها عند خصره، وخلعَ حذاءَه وحملهُ تحت إبطه، ثم تلثَّم وانطلقَ وراءَ المتبارين.  
       فانطلقت عندئذٍ عاصفةٌ من الضَحِكِ والاستهزاء، غير أن الشابَ ما لبثَ أن زَوْبَعَ واعصَوصَف وطَارَ مثلَ الريح، وأخذ يجتازُ المتبارين، الواحد تِلو الآخر، فخلَّفهم وراءَه أجمعين – طلع منهم "شَرْدْ مَرْد" على حد تعبير عجاج المهتار – وانطلق خارج الحلبة، لأنَّه كان لا يعرفُ أين يقفُ، وتوارى!...
       وبعدما انحسرتْ عاصفةُ التصفيق والهتافِ بحياة الشاب، أراد الحَكَمُ أن يُعلن فوزَه في المباراة، ثم فَطَن إلى أنَّه لم يأخذْ اسمَه، لذلك وقف وقال: "أُعلنُ فوزَ السيدَ "حفيان" (لأنه ركض حافيًا في المباراة).
       ويُضيفَ الراوي أنّ رئيس دائرة الرياضة في الجامعة فطن إلى الأخ "حفيان" وبحث عنه في اليوم التالي، وقال له: "عندك موهبةٌ فذّة، لكنها بدائية يجب تنميتها حسب الأصول".
       هكذا قبضوا على أخينا المسكين "حفيان"، وسلَّموه إلى مدرِّب ماهر تولَّى تدريبَه يوميًّا: "واحد إثنين... إرفع قدمك... إطوِ ركبتك... إبسط كفيك... شهِّل رأسك... خذ نَفسًا عميقًا... استرحْ".
       وهكذا دواليك عدة شهور، حتى تمَّ تدريبُ الشاب وتحضيره حسب أحدثِ نظريات الرياضة البدنية.
       وأعلنتْ الإدارة عن مباراة جديدة يشتركُ فيها الأخ "حفيان"، بعد أن ذاعَ صيتُه في كل مكان. واكتظَّ الملعبُ بالتلاميذ والإخوان، وعندما أقبلَ البطل "حفيان" بلباس الميدان، علا هنافَ التأييد والاستحسان.
       لكن الأخ "حفيفان" لم ينتبه إلى ما كان يجري حوله، لعلَّه، في تلك الدقيقة، كان يسترجع في ذاكرته كيف كان يعدو في الصحراء – حرًّا طليقًا حافيًا – وراءَ جمل شارد، فيدركُه ويقفزُ إلى ظهره ويعودُ به إلى مضاربه.
       ثم لا يلبث أخونا المسكين أن يعود إلى واقعه الحزين – إلى تعليمات مدرِّبه – واحد إثنين... إرفع قدمك... إطوِ ركبتك... خذ نفسًا عميقًا... استراحة...
       وبدأت المباراة، وانطلق المتبارون وانطلقَ معهم الأخ "حفيفان" – فحدث ما لم يكن في الحسبان – تعرْكجتْ يمناه بيسراه وتشابكتْ قدماه، فتهاوى على الأرض وفكش رجله...

       وصحّ فيه قول المثل: "الطبع غلب التَطبُّع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق