لماذا هذه المدوّنة؟

إطلاق المدوّنة: 27 تشرين الثاني 2014.
****************
للتذكير: سبق وأنشأنا مدوّنة هذا عنوانها http://arabicsagesse.blogspot.com/

رابط أغنية إنت المعنى (كلمات ماري القصّيفي - لحن روجيه صليبا)

رابط أغنية يا عواميد الحكمة السبعة (كلمات ماري القصّيفي - لحن إيلي الفغالي)

رابط أغنية فوق التلّة الما بتنام (كلمات ماري القصّيفي - اللحن والأداء لنادر خوري)

رابط أغنية يا حكمتنا (كلمات زكي ناصيف - لحن نديم محسن)

رابط أغنية يا عصافير النار (2019 - الصفّ الأساسيّ الثاني C)

رابط أغنية قصّة شادي وكتابو (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس A)

رابط أغنية نسّم علينا الهوا (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس B)

رابط أغنية نقّيلي أحلى زهرة (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس C)

رابط أغنية طيري يا طيارة طيري (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس D)

رابط أغنية أهلا بهالطلّة (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابعِ A)

رابط أغنية شدّوا بالصنّارة (2019- الصفّ الأساسيّ الرابع B)

رابط أغنية طلّوا حبابنا (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابع C)

الثلاثاء، 31 يناير 2017

بين الخرائب (14 - من كتاب دمعة وابتسامة لجبران خليل جبران)


بين الخرائب
         وشّح القمر تلك الخمائل المحاطة بمدينة الشمس برقعًا لطيفًا، وظفر الهدوء بأعنّة الكائنات، وبانت تلك الخرائب الهائلة كأنّها جبّار يهزأ بعاديات اللّيالي.
        في تلك الساعة انبثق من لا شيء خيالان يشبهان أبخرة متصاعدة من بحيرة زرقاء وجلسا على عمود رخاميّ استأصله الدهر من ذلك البناء الغريب يتأمّلان بمحيطٍ يحاكي مسارح السحر. وبعد هنيهة رفع أحدهما رأسه، وبصوت يشبه الصدى الّذي تردّده خلايا الأودية البعيدة قال:
        هذه بقايا هياكل بنيتها من أجلك يا محبوبتي. وتلك رمم قصر رفعته لاستحسانك وقد دكّت ولم يبقَ منها سوى أثر يحدّث الأمم بمجد صرفت الحياة لتعميمه وعزٍّ استخدمت الضعفاء لتعظيمه. تأمّلي يا محبوبتي، فقد تغلّبت العناصر على مدينة شيّدنها، واستصغرت الأجيال حكمة رأيتها، وأضاع النسيان ملكًا رفعته ولم يبقَ لي سوى دقائق المحبّة التي أولدها جمالك ونتائج الجمال الذي أحياه حبّك.
        بنيت هيكلاً في أورشليم للعبادة فقدّسه الكهّان ثمّ سحقته الأيّام، وبنيتُ هيكلاً بين أضلعي للمحبّة فقدّسه الله ولن تقوى عليه القوّات.
        صرفت العمر مستفسرًا ظواهر الأشياء مستنطقًا أعمال المادّة فقال الإنسان: ما أحكمه ملكًا! وقالت الملائكة: ما أصغره حكيمًا! ثمّ رأيتك يا محبوبتي وغنّيت فيك نشيد حبّة وشوق ففرحت الملائكة،  أمّا الإنسان فلم ينتبه... كانت أيّام ملكي كالحواجز بين نفسي الظمآنة والروح الجميل المستقرّ في الكائنات، ولما رأيتك استيقظت المحبّة وهدمت تلك الحواجز فأسفت على عمر صرفته مستسلمًا لتيّارات القنوط حاسبًا كلّ شيء تحت الشمس باطلاً. حبكت الدروع وطرقت التروس فخافتني القبائل، ولما أنارتني المحبّة احتُقرت حتّى من شعبي، ولكن عندما جاء الموت أودع تلك الدروع والتروس التراب وحمل محبّتي إلى الله.
        وبُعيد سكينة قال الخيال الثاني: مثلما تكتسب الزهرة عطرها وحياتها من التراب كذلك تستخلص النفس من ضعف المادّة وخطئها قوّة وحكمة.

        عندئذٍ تمازج الخيالان وصارا خيالاً واحدًا. وبعد هنيهة أذاع الهواء هذه الكلمات في تلك الأنحاء: لا تحفظ الأبدية إلاّ المحبّة لأنّها مثلها...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق