لماذا هذه المدوّنة؟

إطلاق المدوّنة: 27 تشرين الثاني 2014.
****************
للتذكير: سبق وأنشأنا مدوّنة هذا عنوانها http://arabicsagesse.blogspot.com/

رابط أغنية إنت المعنى (كلمات ماري القصّيفي - لحن روجيه صليبا)

رابط أغنية يا عواميد الحكمة السبعة (كلمات ماري القصّيفي - لحن إيلي الفغالي)

رابط أغنية فوق التلّة الما بتنام (كلمات ماري القصّيفي - اللحن والأداء لنادر خوري)

رابط أغنية يا حكمتنا (كلمات زكي ناصيف - لحن نديم محسن)

رابط أغنية يا عصافير النار (2019 - الصفّ الأساسيّ الثاني C)

رابط أغنية قصّة شادي وكتابو (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس A)

رابط أغنية نسّم علينا الهوا (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس B)

رابط أغنية نقّيلي أحلى زهرة (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس C)

رابط أغنية طيري يا طيارة طيري (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس D)

رابط أغنية أهلا بهالطلّة (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابعِ A)

رابط أغنية شدّوا بالصنّارة (2019- الصفّ الأساسيّ الرابع B)

رابط أغنية طلّوا حبابنا (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابع C)

الاثنين، 30 يناير 2017

الحروف الناريّة (3- من كتاب دمعة وابتسامة لجبران خليل جبران)


الحروف الناريّة
احفروا على لوح قبري: "هنا رفات من كتب اسمه بماء" (جان كيتس)

        أهكذا تمرّ بنا الليالي؟ أهكذا تندثر تحت أقدام الدهر؟ أهكذا تطوينا الأجيال، ولا تحفظ لنا سوى اسم تخطّه على صحفها بماء بدلاً من المداد؟
        أينطفئ هذا النور، وتزول هذه المحبّة، وتضمحلّ هذه الأماني؟ أيهدم الموت كلّ ما نبنيه، ويذري الهواء كلّ ما نقوله، ويخفي الظل كلّ ما نفعله؟
        أهذه هي الحياة؟ هل هي ماضٍ قد زال واختفت آثاره، وحاضر يركض لاحقًا بالماضي، ومستقبل لا معنى له إلا إذا مرّ وصار حاضرًا أو ماضيًا؟ أتزول جميع مسرّات قلوبنا وأحزان أنفسنا دون أن نعلم نتائجها؟
        أهكذا يكون الإنسان مثل زبد البحر يطفو دقيقة على وجه الماء ثمّ نسيمات الهواء فتطفئه ويصبح كأنّه لم يكن؟
        لا لعمري؟ فحقيقة الحياة حياة. حياة لم يكن ابتداؤها في الرحم ولن يكون منتهاها في اللحد. وما هذه السنوات إلاّ لحظة من حياة أزليّة أبديّة. هذا العمر الدنيوي مع كلّ ما فيه هو حلم بجانب اليقظة الّتي ندعوها الخوف المخيف. حلم ولكن كلّ ما رأيناه وفعلناه فيه يبقى ببقاء الله.
فالأثير يحمل كلّ ابتسامة وكلّ تنهدة تصعد من قلوبنا، ويحفظ صدى كلّ قبلة مصدرها المحبّة والملائكة تحصي كلّ دمعة يقطرها الحزن من مآقينا، وتعيد على مسمع الأرواح السابحة في فضاء اللانهاية كلّ أنشودة ابتدعها الفرح من شواعرنا.
هناك في العالم الآتي سنرى جميع تموّجات شواعرنا واهتزازات قلوبنا، وهناك ندرك كنه ألوهيتنا الّتي نحتقرها الآن مدفوعين بعوامل القنوط.
الضلال الّذي ندعوه اليوم ضعفًا سيظهر في الغد كحلقة كيانها واجب لتكملة سلسلة حياة ابن آدم.
الأتعاب الّتي لا نكافأ عليها الآن ستحيا معنا وتذيع مجدنا الارزاء الّتي نتحمّلها ستكون إكليلاً لفخرنا.
هذا ولو علم "كيتس" ذلك البلبل الصداح أن أناشيده لم تزل تبث روح محبّة الجمال في قلوب البشر لقال:

احفروا على لوح قبري: هنا بقايا من كتب اسمه على أديم السماء بأحرف من نار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق