|
قلب اصطناعيّ قلب مريض قلب سليم |
إمتحان نصف السنة في اللغة العربيّة وآدابها
شباط 2015
1- نعمْ، وجدْتُ القلبَ الذي يَخفقُ لي كما أريدُ لَهُ أنْ يخفقَ!
وجدْتُ القلبَ الذي أمضيْتُ عمري في انتظارِهِ، وَكتبْتُ لَهُ أكثرَ الكلماتِ تعبيرًا وَشفافيّةً وَجمالاً!
وجدتُهُ بعدَما كدْتُ أفقدُ الأملَ منْ ذلكَ!
2- لقدْ أقنعْتُ نفسي طيلةَ عمري بِأنَّ هذا القلبَ المنتظَرَ ربَّما توقّفَ عنِ الخفقانِ خلالَ الحربِ وَقبلَ أنْ تُتاحَ لَهُ الفرصةُ لِيُحبَّني؛ أوْ ربَّما ناءَ بِحبِّ هذا الوطنِ الذي يرفضُ السلامَ فَهاجرَ صاحبُهُ إلى غيرِ عودةٍ فَلمْ تتقاطعْ دربانا؛ أوْ ربَّما هوَ يتخبّطُ في صدرِ حاملِهِ المعتقلِ أوِ الأسيرِ أوِ المخطوفِ. ألفُ "ربَّما" خطرَتْ لي، وَألفُ مرّةٍ ارتحْتُ إلى أنَّ هذا القلبَ كانَ سَيحبُّني بِصدقٍ لوْ لمْ تمنعْهُ الظروفُ، وَكانَ الأمرُ مريحًا بِطريقةٍ ما، فَأنْ يكونَ هذا "الخافقُ المعذّبُ" شهيدًا أو مهاجرًا أو مبعدًا أفضلُ بما لا يُقاسُ منْ عدمِ وجودِهِ. إلى أنْ قرأْتُ خبرًا في الصحيفةِ طمأنَني وَأعادَ فتحَ ملفِّ العشقِ بعدَما كنْتُ طويْتُ الصفحةَ وَاقتنعْتُ بِالقدرِ الذي جعلَني إحدى ضحايا الحربِ التي حرمتْني منْ ذلكَ القلبِ الحنونِ.
3- فَلقدْ تمكّنَ علماءُ أميركيّونَ منْ تنميةِ أوّلِ قلبٍ بشريٍّ في المختبرِ، وَتوقّعوا بأنْ يبدأَ بِالخفقانِ خلالَ أسابيعَ. وَاستطاعَ الباحثونَ تنميةَ القلبِ عبرَ استخدامِ قلوبٍ بشريّةٍ منْ متبرّعينَ متوفّينَ، وَإفراغِها منَ الخلايا، ثمَّ حقنِها بِخلايا جذعيّةٍ تكاثرَتْ وَنمَتْ حولَ الهيكلِ، لِتصبحَ تدريجيًّا خلايا قلبٍ سليمةٍ. وَقالَتِ الطبيبةُ "دوريس تايلور" المسؤولةُ عنِ الدراسةِ في جامعةِ مينيسوتا إنَّ "القلوبَ تنمو وَنأملُ بِأنْ تظهرَ مؤشّراتُ خفقانٍ خلالَ الأسابيعِ المقبلةِ". وَأضافَتْ "هناكَ الكثيرُ منَ الحواجزِ التي يجبُ التغلّبُ عليْها منْ أجلِ توليدِ قلبٍ يعملُ بِشكلٍ كاملٍ، لكنّني أتوقّعُ أنَّهُ سَيكونُ بِالإمكانِ في يومٍ منَ الأيّامِ تنميةُ أعضاءٍ كاملةٍ لِلزرعِ".
وجدتُهُ! وجدتُهُ! وجدْتُ القلبَ الذي سيبدأُ بعدَ أسابيعَ بِالخفقانِ منْ أجلي، القلبَ الذي يعملُ بشكلٍ كاملٍ بحسبِ تعبيرِ الطبيبةِ العزيزةِ دوريس تايلور، التي تعرفُ أنْ لا حياةَ بِلا قلبٍ، وَلا حياةَ بِلا حبٍّ. وَلا يهمُّ أنْ تكونَ هناكَ عقباتٌ كثيرةٌ أمامَ تحقيقِ ذلكَ، أَلا توجدُ عقباتٌ أكثرُ أمامَ قلبَيْنِ غيرِ ناميَيْنِ في المختبرِ؟ آهٍ منَ المختبرِ! تلكَ الغرفةُ التي ينمو فيها القلبُ الذي ورثَ مشاعرَ قلوبٍ بشريّةٍ لِمتبرّعينَ متوفّينَ، وَينتظرُ كيْ يكتملَ كَما يكتملُ البدرُ في الليلةِ الظَلماءِ وَيُنيرُ حياتي. يا حياتي! كمْ سيكونُ هذا الحبُّ رائعًا وَكاملاً، عواطفُهُ محسوبةٌ في أهمِّ مختبرٍ، وَمشاعرُهُ ذاتُ جودةٍ عالميّةٍ، وَدفقُ عطائِهِ يتجاوزُ كلَّ التوقّعاتِ العلميّةِ وَالفلكيّةِ.
4- وجدْتُهُ! وجدْتُهُ! أصرخُ كَمَنْ وجدَ ضالّتَهُ، كَمَنِ اخترعَ ما لا يمكنُ أحدٌ أنْ يصدّقَهُ، كَمَنْ حقّقَ حلمَ حياتِهِ وَهوَ في الجهةِ الثانيةِ مِنْ حياتِهِ. بعد أسابيع يخفق قلب جديد وإن كان من خلايا قديمة، ويعشق للمرّة الأولى، وإن كان مأخوذًا من قلوب عرفت العشق، وحين أغمض عينيّ وأرى عضلاته تنبض بالحياة، سأقول لنفسي: كم رائع أن أعرف أنّ هناك قلبًا يخفق من أجلي... ولو في مختبر.
ماري القصّيفي
7 نيسان 2011
في الفهم والتحليل: (عشرون علامة)
1- وثّقِ النصَّ. (علامتان)
2- ما الموضوعُ الّذي تتناولُهُ الكاتبةُ في هذا النصِّ؟ اشرحْهُ بإيجازٍ. (3 علامات)
3- النصُّ مقالةٌ. حدّدْ نوعَها وَمجالَها. (علامتان)
4- تكرّرَتْ أداةُ الربطِ "ربّما" في المقطعِ الثاني. ما وظيفةُ هذه الأداةِ؟ (علامتان)
5- تكرّرَ في النصِّ فعلُ "وجد". ما قيمةُ هذا التكرارِ؟ وَهلْ تلاءَمَ وَالموضوعَ؟ (4 علامات)
6- أحدُ المقاطعِ في النصِّ صُبِغَ بصبغةٍ علميّةٍ. حدّدْ هذا المقطعَ مبيِّنًا الناحيةَ العلميّةَ. (4 علامات)
7- اضبطْ أواخرَ الكلماتِ في المقطعِ الأخيرِ: (3علامات)
"بعد أسابيع يخفق قلب جديد وإن كان من خلايا قديمة، ويعشق للمرّة الأولى، وإن كان مأخوذًا من قلوب عرفت العشق، وحين أغمض عينيّ وأرى عضلاته تنبض بالحياة، سأقول لنفسي: كم رائع أن أعرف أنّ هناك قلبًا يخفق من أجلي... ولو في مختبر".
في التعبير الكتابيّ: (عشرون علامة)
الموضوع:
قالَتِ الأديبةُ الروائيّةُ ماري القصّيفي:
"أصعبُ ما واجهَني في حبِّكَ، هو أن أعرفَ أنّني أحبُّك، ثمّ، أن أعترفَ بهذا الحبّ، فالمعرفةُ مسؤوليّةٌ، والاعترافُ حملُ المسؤوليّةِ، وأنا، حين اكتشفْتُ أنّني أحبُّكَ، اكتشفْتُ سببَ وجودي."
إشرحْ هذا القولَ وناقشْهُ، متوقِّفًا عندَ المسؤوليّةِ في الحبِّ، مركِّزًا على قيمةِ هذا الشعورِ في حياةِ الإنسانِ، داعمًا موضوعَكَ بشواهدَ منْ واقعِ الحياةِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق