لماذا هذه المدوّنة؟

إطلاق المدوّنة: 27 تشرين الثاني 2014.
****************
للتذكير: سبق وأنشأنا مدوّنة هذا عنوانها http://arabicsagesse.blogspot.com/

رابط أغنية إنت المعنى (كلمات ماري القصّيفي - لحن روجيه صليبا)

رابط أغنية يا عواميد الحكمة السبعة (كلمات ماري القصّيفي - لحن إيلي الفغالي)

رابط أغنية فوق التلّة الما بتنام (كلمات ماري القصّيفي - اللحن والأداء لنادر خوري)

رابط أغنية يا حكمتنا (كلمات زكي ناصيف - لحن نديم محسن)

رابط أغنية يا عصافير النار (2019 - الصفّ الأساسيّ الثاني C)

رابط أغنية قصّة شادي وكتابو (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس A)

رابط أغنية نسّم علينا الهوا (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس B)

رابط أغنية نقّيلي أحلى زهرة (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس C)

رابط أغنية طيري يا طيارة طيري (2019 - الصفّ الأساسيّ الخامس D)

رابط أغنية أهلا بهالطلّة (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابعِ A)

رابط أغنية شدّوا بالصنّارة (2019- الصفّ الأساسيّ الرابع B)

رابط أغنية طلّوا حبابنا (2019 - الصفّ الأساسيّ الرابع C)

الخميس، 22 مارس 2018

لبنان الحرّيّة - شارل مالك - الثانويّ الثاني (اجتماع واقتصاد)



لبنان الحرّيّة
لا أقصد بهذا أنّ لبنان هو البلد الحرّ الوحيد، أو أنّ الحرّيّة فيه كاملة. لكنّ الإنسان يستطيع هنا أن يكون، نسبيًّا، إن شرًّا أو خيرًا، كما يُملي عليه ضميره، أو تدفعه إليه نزوته. هنا أعاشر من أشاء وأقرأ ما أشاء، وأراسل من أشاء، وأعتقد ما أشاء، وأنشر ما أشاء، وأعلّم ما أشاء، وأخطب ما أشاء. هنا تحترم كلّ فئة أو طائفة أخرى تمام الاحترام.
الحرّيّة تعني احترام الإنسان في كرامته الأصليّة التي لا تُنتزع منه، أيًّا كانت تقلّبات الدهر عليه. فوق، وقبل كونك يا أخي أيّ شيء آخر، فأنت إنسان، مثلي تمامًا في إنسانيّتك، إنسان بعقلك، وضميرك، وأحاسيسك، وآلامك، وقدرك قيم الوجود. فإذا احترم بحرّيّتك الكيانيّة، كإنسان، يعني أنّي أحترم نفسي. بالحرّيّة الإنسانيّة الكيانيّة الأصليّة، النابعة من الإحترام العميق للعقل والحقيقة، يكون لبنان ويبقى.
الصراع الحقيقيّ اليوم، هو بين المؤمنين بالحرّيّة الشخصيّة الكيانيّة المسؤولة الأصيلة، وبين الذين يرتعون في ظلّ هذه الحرّيّة بقصد استخدامها لمآرب أخرى. ولأنّنا جميعًا نعرف أنّ الأكثريّة الساحقة من الشعب اللبنانيّ سليمة تمامًا في موقفها من الحرّيّة الحقيقيّة، فأنا لا يخامرني أيّ شكّ في أمر من هو المنتصر في هذا الصراع في النهاية.
يُساء إلى الحرّيّة بأربع طرق:
-       يُساء إليها بالفوضى: وأنا أقرّ بأنّ الفوضى شائعة في التفكير، والحياة في لبنان، ولذلك فالحرّيّة فيه ناقصة.
-       يُساء إليها بالإباحيّة: وأنا أقرّ بأنّ إباحيّة أخلاقيّة متفشيّة في لبنان، ولذلك فالحرّيّة عندنا ناقصة.
-       يُساء إليها بالاستبداد: وبمقدار ما يوجد أيّ تعسّف أو استبداد في علائقنا بعضنا مع بعض، من دون أن
                                 يكون القانون بالفعل حرزنا الحريز ضدّ هذا التعسّف والاستبداد، فالحرّيّة هنا
                                 مشوّهة.
-       لكن ثمّة طريقًا رابعة للإساءة إلى الحرّيّة، أخطر من هذه جميعًا، أعني طريق الانحطاط( decadence degradation, degenerate).
فقد تستطيع أن تعالج الفوضى، وقد تستطيع أن تعالج الإباحيّة، وقد تستطيع أن تقوِّم الاستبداد، أمّا الانحطاط (decadence) فلا أعرف له علاجًا، سوى وقوف غير المنحطّين في وجهه، وهم يؤلّفون الأكثريّة الساحقة من الشعب اللبنانيّ.
         الحرّيّة مسؤولة: مسؤولة أمام نفسها، مسؤولة أمام التاريخ، مسؤولة أمام الله.
         الحرّيّة تردع نفسها عن الكذب، والتزوير، والظلم.
         الحرّيّة متبادلة ولذلك فهي تحترم تمامًا حرّيّة الآخرين.
         الحرّيّة تعرف أبسط أصول المعاملة، ولذلك فهي تتصرّف وتتكلّم باحترام.
         الحرّيّة لا تسفّ إلى مجاري الأقذار.
         الحرّيّة تعيش، في كلّ لحظة، في مخافة حكم التاريخ عليها.
         الحرّيّة ترتع في المحبّة وتترفّع عن كلّ بغضاء.
         من الحرّيّة الحقيقيّة وحدها يتدفّق كلّ خلق تاريخيّ باق.
وإذن، فالحرّيّة الكيانيّة الشخصيّة المسؤولة، هي التي تطبع لبنان بطابع مميّز، وبدون هذه الحرّيّة لا يوجد لبنان.

صاحب النصّ
شارل مالك، مفكّر وأكاديميّ وسياسيّ لبنانيّ. نال شهرة محلّيّة وعالميّة، ولد في بلدة بطرام في لبنان سنة 1906. مارس التدريس في الجامعة الأميركيّة في بيروت ردحًا من الزمن، كما شغل منصب وزير خارجيّة لبنان في السنوات الأخيرة من خمسينيّات القرن العشرين، وتولى عقب هذه المرحلة مهامّ رئاسة الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة. مثل لبنان في عدد كبير جدًّا من المحافل الدوليّة والإنسانيّة العالميّة، وكان من بين المساهمين في صياغة شرعة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتّحدة. تميّز شارل مالك بكتاباته وآرائه ومواقفه ذات الرؤى الفلسفيّة والسياسية، وتوفّي سنة 1987.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق