في قريتي عينُ ماءٍ عذبةٌ أقصِدُها كلّما أردتُ أن أَرويَ عَطَشي. وكمْ يَزيدُ حُبوري عندما أتزاحَمُ معَ عصافيرِها على شربِ قَطَراتِ الماءِ. ها هي تَهْبُطُ مسرعِةً، فتأخُذُ القَطْرَةَ وتُسْرِعُ مُحَلِّقَةً إلى الأعلى مُسَبِّحَةً خالِقَها. وليتكَ تسمعُ معي حينها الألحانَ البديعةَ عندما تَخْتَلِطُ تغاريدَها مَعَ سَقْسَقْةِ المياهِ في جُرْنِ العينِ.
ما طَلَبْتُ الراحةَ مرّةً إلّا بحثْتُ عنها بينَ كرومِ العِنَبِ والتينِ، فما وجدتُ سوى باقَةٍ مُنَوّعَةٍ من ألوانِ السعادةِ تنتشِرُ في جنباتِها، وتنشُرُ أريجَها على النفوس المُتْعَبَةِ، فتُعيدُها طَرِبَةً فَرِحَةً. وماذا تقولُ في نسَماتٍ طريَّةٍ نَديَّةٍ تَزورُكَ في سهراتِكَ فتُنْعِشَ لياليكَ؟
ألا فأَنْعِمْ بالطبيعةِ مكانًا يطيلُ العمرَ!