مشهد ماريّا وشكّور من مسرحيّة ناس من ورق (1972)

عدد الشخصيّات 2

(بيفوت شكّور معو علبة زغيره بيعطيا لماريّا)

شكّور: جِبتلِكْ هديّةْ زمانْ

ماريّا: شكّور دايمًا بآخر المشاهِد (بتفتح العلبه) جَوز الحَلق؟!

شكّور: يمكن صار عندِكْ صِيغه أحلى وأغلى، بس هيدا فيه لون الماضي

ماريّا: (بتشيل الحلق) شو عرّفك إنّي كنت حبّن هيك؟

شكّور: كنت إتخيّلْ

ماريّا: مِذْوق يا شكّور

شكّور: الليله آخر ليله؟

ماريّا: آخر ليله

شكّور وبعدين؟ لوين؟

ماريّا: على ساحة من هالساحات

شكّور وآخرتها يا ماريّا؟

ماريّا: بيضلّْ فيه ساحات بهالدني

شكّور بس العمر ما فيه ساحات كتير

ماريّا: بدّو يجي يوم، نوقف بساحه فاضيه، والمهرّجه تهرّج، وما يجي حدا

شكّور لا تقولي هيك. ع جبينك تاج النجاح الدايم

ماريّا: ما فيه نجاح دايم، أنا بعرف هالقصّه. وكلّ اللي متلي بيعرفوها ما بيوقفو. مدري ليش بيمشو صوب ساحتهن الفاضيه.

شكّور اوقفي بساحة مليانه ارجعي

ماريّا: ما بيعود الواحد يقدر. بيتعوّد تحملو العيون وما بيعود يقدر يفارقها، لكن العيون فيا تفارقو. العيون قاسيه. والناس ومحبّةْ الناس متل رفّ السنونو، بيكونو هون وفجأة بيطيرو

شكّور إذا خطرلك تضجري شي يوم. تضجري من الساحات. تذكّري إنّو إلك بيت

ماريّا: ليش مش رح تتجوّز يا شكّور؟

شكّور لا على البيت ولا على القلب بيفوت حدا إلّا ماريّا

ماريّا: بس ماريّا ما إلها قرار

شكّور: بِتقعد صورها بالبيت وبالقلب

ماريّا: رح غنّي الليله وأنا لابسه هديّتك

شكّور ويا دلّك يا شكّور، كيف رح تقدر تِتحمّل الغنيّه الأخيره؟

ماريّا: يمكن نتلاقى بعد بشي ساحه

شكّور: بيخطرلي مرّات إقعد إلحقكن من طريق لطريق، متل عصفور الدوري اللي بيلحق رفّ الحساسين، وبرجع بقول شو دخل الدوريّ مع الحساسين؟

ماريّا: وين بدّك تلحقنا؟ نحنا ناس من ورق. ويمكن اللي كتب كتب إنّو ما نتلاقى، ويمكن من بعيد أحلى وأصفى، هيك بيضلّ فيه مسافه ترقُص فيها الشمس ويلمع جوّاتها النِّدي والدمع