سياسة قسم اللغة العربيّة

الأحد، 3 ديسمبر 2017

السّندباد البحريّ (نصّ)


السّندباد البحريّ
      كان السّندباد بحّارًا، يحبّ السّفر في البحر. وفي يومٍ، عَلِمَ السّندباد أنّ سفينةً كبيرةً ستُسافر إلى الهند، فطلب من قائد السّفينة أن يُسافر عليها. سارت السّفينة في البحر، ووصلت إلى جزيرةٍ خاليةٍ من النّاس. نزل البحّارةُ فجلسوا تحت الأشجارِ يأْكلونَ الفاكهة.
      مشى السّندبادُ في الجزيرةِ لِيُشاهدَ ما فيها. مشى طويلًا حتّى تَعِبَ. نامَ في ظلّ شجرة. إستيقظ السّندباد فلم يجدِ البحّارة. صَعِدَ فوق تلٍّ، فرأى السّفينة بعيدةً في البحر. نطر السّندباد حولَهُ، فرأى بيضةً كبيرةً في مكانٍ بعيدٍ. ذهب إلى البيضةِ، فوجد البيضةَ أكبرَ منهُ، فجلس قريبًا منها يستريح، ويفكّرُ في أمرها.
      بعد قليلٍ، هبط طائرٌ عِملاق، بجانب البيضة. فأخذ السّندباد عِمامَتَهُ، وربط نفسَهُ بالطّائر. طار الطّائرُ والسّندبادُ مربوطٌ إلى رِجلِهِ. إرتفعَ الطّائرُ في الجوّ فخافَ السّندباد. نزل الطّائر في أرضٍ واسعةٍ، حولَها جبالٌ عالية. فكَّ السّندباد العمامة، وطار الطائر. نظر السّندباد حوله، فلم يجد أحدًا. ونظر إلى الأرض، فوجد حِجارةً كبيرةً من الماس اللاّمع. جاء اللّيل، فنام السّندبادُ في كهٍفٍ في أسفل الجبل.
      خرج السّندباد في الصّباح لِيجمعَ الماس. وجد قِطعًا كبيرةً من اللّحمِ على الأرض. فتذكّر التُّجّارَ الّذينَ يرمونَ قِطَعَ اللّحم، فتلتصق بها حجارةُ الماس، ثمّ تأتي النّسورُ، وتحمِلُ اللّحمَ إلى أعشاشها، فيحضُرُ التُّجّارُ، ويُطارِدونَ النّسورَ، ويأخذونَ الماس.
      قال السّندبادُ في نفسهِ: "سأجمعُ كيسًا من الماس." وربط نفسه بقطعةِ لحمٍ، وأمسك الكيسَ بيدَيهِ. بعد قليلٍ، هبط نَسرٌ كبيرٌ، وحمل قطعةَ اللّحمِ والسّندبادَ وكيسَ الماس إلى عشّهِ. وعندما نزل النّسرُ في عشّهِ، وجد أحدَ التُّجّارِ ينتظِرُهُ. خاف النّسرُ وترك ما يحمِلُهُ وهرب. غضِبَ التّاجرُ عندما رأى السّندباد وسألَهُ: "من أنتَ؟ وكيف جئتَ إلى هنا؟...أنتَ تسرِقُ ماسي."
      قال السّندباد: "أُعطيكَ نِصفَ ما معي من ماسٍ، إذا ساعدتني على الوصولِ إلى بلدي."

      أخذ التّاجرُ من السّندبادِ نِصفَ الماسِ، وركبَ السّندبادُ معهُ في سفينتهِ الكبيرة، ورجع إلى بلدِهِ، وعاشَ غنيًّا.       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق