فاتَ الأَوانُ
كانَ الجَدُّ يَتناوَلُ
الطَّعامَ مَعَ حَفيدِهِ. فَجْأَةً صاحَ الوَلَدُ الصَّغيرُ:
"جدّي!...جدّي!..." فَقاطَعَهُ الجدُّ قائلاً: "الصِّغارُ
المُهَذَّبونَ لا يَتَكَلَّمونَ في أَثْناءِ الطَّعامِ." فَصَمَتَ
الطِّفْلُ...
ثُمَّ، عادَ الوَلَدُ وَصاحَ
بِجَدِّهِ: "جَدّي، يَجِبُ أَنْ أَقولَ لَكَ شَيْئًا مُهِمًّا."
فَعَقَدَ الجَدُّ حاجِبَيْهِ وَقالَ: "لَقَدْ قُلْتُ لَكَ، يا صَغيري،
إِنَّنا عِنْدَ الطَّعامِ لا نَتَكَلَّمُ."
وَبَعْدَ الغَداءِ، سَأَلَ
الجَدُّ حَفيدَهُ: "ماذا كُنْتَ تُريدُ أَنْ تَقولَ يا صَغيري؟"
فَاَجابَ الحَفيدُ بِهُدوءٍ:
"فاتَ الأَوانُ يا جَدّي، فَقَد طَلَبَتْ مِنّي أُمّي أَنْ أَقولَ لكَ أنَّها تَرَكَتْ لَكَ في الْبَرّادِ صُنْفَ الطّعامِ الذي طَلَبْتَهُ مِنْها. "
بتصرّف عن مجلّة "أحمد"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق