سياسة قسم اللغة العربيّة

السبت، 18 نوفمبر 2017

لا شَيْءَ


لا شَيْءَ

     جاد يَخافُ كَثيرًا، ها هوَ في سَريرِهِ. أُمُّهُ سَناء تَبْتَسِمُ لَهُ. تُقَبِّلُهُ. تُطْفِئ  لَه ُالضَّوْءَ كَي يَنامَ. "تُصْبِحُ عَلى خَيْرٍ يا جاد، نَوْمًا هَنيئًا".
     جاد الآنَ في العَتَمَةِ. يَخافُ. يَصْرُخُ: ما هذا...؟! يُنادي: ماما، ماما. تَدْخُلُ سَناء وَتُضيءُ. لا شَيْءَ في الغُرْفَةِ.
     يا جاد، لِماذا تَخافُ؟
     جاد عَطْشانُ، لا ضَوْءَ في المَطْبخِ. يَسْمَعُ فيهِ خَرْبَشَةً.
     "ماذا في داخِلِهِ؟!" يَتَقَدَّمُ قَليلًا، قَليلًا نَحْوَ البابِ.
     "أَنا لا أَخافُ مِثْلَ الكَلْبِ وَالأَرْنَبِ وَالدَّجاجَةِ."
     يَفْتَحُ بابَ المَطْبَخِ. يَرى عَيْنَيْنِ تَبِصّانِ في العَتَمَةِ. لا، لَنْ يَخافَ.
     يُضيءُ...هَيَ القِطَّةُ نوسا عَلى المَجْلى تَلْحَسُ الطَّعامَ. "مْياو مْياو"، تَموءُ نوسا وَتَهْرُبُ. يَضْحَكُ جاد ويَضْحَكُ.
     هذا أَنا، يا نوسا. لا شَيْءَ هُنا. أَنا لا أَخافُ. لِماذا تَخافينَ؟
الياس زغيب

(بِتَصَرّف)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق