سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

عِبْرةٌ وطنيّةٌ


عِبْرةٌ وطنيّةٌ

     لاحظَ سنجوبُ أنَّ غيمةً رماديَّةً قد انتشرت في الجوّ وأَحسّ بالبرودةِ، فَبدأَ يُسرِعُ في جَمعِ مونَةِ الشتاء. أَخذَ يتنقّلُ من غصنٍ إَلى غصنٍ يَقطِفُ ما تبقّى من حبّاتِ البلّوطِ على الشّجرة.
     رآهُ عصفورُ الوروارِ مُنشغِلًا، فقالَ له: "ما بالُكَ تتنقّلُ مُنْهَمِكًا مُسْرِعًا؟" قالَ لهُ سنجوب: "أَلا تعرِفُ أَنَّنا في الثّاني والعشرين من شهرِ أيلول؟" أجابهُ العصفورُ: "وماذا يعني ذلك؟ هل هو شهرُ الماراتون؟" قال سنجوب: "لا يا عزيزي بل هو شهرُ المونة. ألا ترى أوراقَ الأشجارِ الصّفراءِ والغيومَ في السماءِ؟"
     قالَ الوروارُ مُستغرِبًا: "وما دَخْلُ الغيومِ والأوراقِ الصّفراءِ بك؟" أجابهُ سنجوب: "إنّها تَدُلُّ على بدايةِ فَصلِ الخريف. وبعدهُ يأتي فصلُ الشّتاءِ، فصلُ العواصفِ والثّلوج، فلا يُمكنُني عندئذٍ الخروجُ وجَمعُ الطّعام."
     ضَحِكَ الوروارُ وقالَ: "آهٍ، أنا لا أُفكّرُ في هذه المتاعبِ، فأنا سأهاجِرُ إلى بلدٍ دافئ."
     قال سنجوب: "أُفضِّلُ أَلفَ مرّةٍ أنْ أعملَ وأتعبَ وأبقى في وكْري حيثُ وُلدْتُ وتربّيتُ مع أهلي ورفاقي. أما أنتَ فتتركُ بيتَكَ وأرضَكَ وتُهاجِرُ فتصْبحُ بلا هويّةٍ وبلا وطن."
سناء سالم

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق