سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

أرّوزة والثّلج


أرّوزة والثّلج
      تعيشُ الشّجرةُ الصّغيرةُ أرّوزةُ في جبلٍ من جبالِ لبنانَ العالية، حيثُ يتساقطُ الثّلجُ ويغطّي أشجارَ الأرزِ الخضراء. لم تكن أرّوزةُ تحبُّ الثّلجَ لأنّها تخافُ منه. جلست أرّوزةُ تبكي وتقولُ: "لماذا يتساقطُ الثّلجُ؟ في المشتلِ حيثُ تربّيتُ وكبرتُ ما رأيتُ الثّلجَ يومًا". أجابتها الشّجرةُ شمّوخةُ الّتي تلامسُ أغصانُها السّماء: "أنتِ موجودةٌ الآنَ في جبلٍ عالٍ جدًّا، أنتِ في جبلِ الأرزِ حيثُ يسيطرُ الزّائرُ الأبيضُ في فصل الشّتاء. والزائرُ الأبيضُ يلبسُنا عباءةً رائعةً، والشّمسُ تزيّنُ أغصاننا بالحليِّ الذهبيّة".
      قالت أرّوزة: "ولكن، ربّما يَجرَحُ أغصاني ويوجعها!".
      ضحكت شمّوخةُ وأجابت: "الثّلجُ ناعمٌ جدًّا. إنّه كالحرير يغطّي أغصانَنا فنبدو جميلاتٍ جدًّا ويكتبونَ عنّا الشّعرَ والأناشيدَ ويردّدونَ الأغاني".
      فرحت أرّوزةُ لدى سماعها هذه الأخبارَ وقالت بصوتٍ حازم: "سأقفُ الآنَ شامخةً ولن أهتزَّ أبدًا أمام العواصفِ والرّياحِ، بل سأنتظرُ الثَّلجَ فيلبسني أنصعَ الأثوابِ وأحلى الحُلي".

      ومنذُ ذلك الوقتِ لم تعد أرّوزةُ تخافُ من الثّلجِ بل أصبحت تنتظرُهُ بفارغِ الصّبرِ في كلِّ عام. وصارت رمزَ الخلودِ ورمزَ علم لبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق