تأمّلات البحر
لئن
تحوّلتْ مُلاءات هذا العقيق إلى صفيحة حمراء ائتزرها البحر، ونأى بتلألئه عن أرض
هذا الواقع، فلا تباليّ أيّها الضوء الأحمر. هكذا ينفتح الغروب وجهًا لي، غريبًا
عن هذا العالم.
كم واجهتَ نفسك، أيّها البحر القاسي، وأنت
تفكّر بلآلئك وعيونك اللؤلئيّة؛ وكم مرّة غبت عنّا في جائر أحلامك القاسية. فيا لك
وطئًا في رمال الحسّ غريبًا، يبحث عن واقع جديد! وكم سألت عنك في رؤاي، فما وجدت
منك إلاّ آلا (الآل= السراب) يطيش؛ وارتميت فيك مرارًا، ولكنّ لك مرارة ومنأًى لا
يوصفان، ووجهًا يؤول فيه الزمن إلى رماد.
في بيئة شيّأها الزمن، امتلأ وجهك عبئًا. في
بيئة فقدت مروءتها، افترقنا، ونسينا أنفسنا والأحلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق