سموّ العطاء
أنت في الحياة تسمو بقدر ما
تعطي، لا بقدر ما تأخذ. وقليلون من الناس من يعطون، وأقلّ منهم أولئك الذين يعرفون
كيف يعطون. هؤلاء هم السعاة الحقيقيّون في سبيل مجد الإنسانيّة.
ومع ما في العطاء المجرّد من
سمو، فهنالك العطاء الذي علا، وقضى على ما في الإنسان من أنانيّة. هو عطاء الانسان
جزءًا من نفسه، أو فلذة من كبده، يجود بها على الناس، ليغذّوا عقولهم ويشبعوا عطش
أرواحهم. فهذه الأجزاء من قلبك تُنعم بها على الناس لابسةً لباس المادة، من لغة، أو
لحنٍ، أو لونٍ، هي أسمى مراتب العطاء.
والذين يعطون عطاءً كهذا هم
أبناء الفن الموهوبون. وعطاؤهم هذا ريّ للعطاش وإشباع للجائعين. لكنّه مأساة لهم،
لأنّهم غالبًا ما يغمسون أيديهم في دماء قلوبهم حين يعطون بمناجاة روحيّة صافية.
فلنعطِ بصدق لئلّا نبقى أسرى
الحقد واللؤم اللذين سيطرا على هذا العالم، لأنّنا لم نسعَ إلى محاربتهما قبل أن
يملأا أرجاءه الواسعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق