سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 15 مارس 2016

بكاء الأطفال - إملاء - الحلقة الثالثة


بكاء الأطفال

      لِمَ تفرح عيون الأطفال؟ وكيف تحزن أحداق الصغار؟ متى يضحكِ الطفلُ تسمع صدى أصوات الملائكة، وتلقَ في ضحكتِه البريئة دعوة إلى اكتناه الأسرار الأزليّة الغامضة. ولئى بكى، فستشعر بأنّ جزءًا كبيرًا من قلبك قد ذاب مع دموعه.
      لقد سمعت الطفل يبكي، رأيت العبرات تنحدر على وجنتيه الورديتّين، فكانت تلك اللآلئ الذائبة جمرات نار تكويني وتؤلمني. كان يبكي ودلائل العجز بادية على المحيا الجميل، فكيف أضيء التألّق في عينيه من جديد؟
      دنوت منه متمهلّة، وضممته إليّ بذراعيّ، فصمت الطفل حائرًا لأنّه شعر بأنّ روحًا تناجي روحه بكلّ ما في المناجاة من معنًى.
      لننحنِ أمام أسّرة الصغار، ولنحمهم من البكاء لئلّا تملأ قلوبهم مرارة الوحدة. وليُغنِ الله أولئك الذين يهتمّون بهم، ومن يساهم في رعاية شؤونهم، لأنّ أوّل واجب تقضي به الإنسانيّة هو ألّا يترك هؤلاء الصغار ينشأون في الجهل والعوز، لأنّهم بُناة الغد المسهمون في صيانة أمّتهم وإعلاء شأنها.

                                                      ميّ زيادة - بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق