المطران جورج خضر |
وطن المستقبل
ما يجرح في الصميم أنّ
الكثيرين منّا يقفون أمام وطنٍ مشروط: متى يلبِّ الرغبات ويؤمنِ النجاح دون تلكؤ
فهو الوطن المطلوب الذي ينشئ لهم قاعدة لتحقيق أحلامهم.
لعلّ الذين لا يتبوّأون العُلى
ولا يصيبهم من المغانم إلاّ اليسيرُ، قادرون على أن يلهموا الأوائل في النفع، أنّ
لبنان يقوم إذا هؤلاء تأمّلوا في سلامة البلد بأجزائه وطوائفه لئلّا ينهار ما
تبقى.
ليس من الذوق في شيء أن
نتسابقَ بالوطنيّة اللبنانيّة. كلنا سواسيّة في شوق هذا الحضن الدافئ لبنانَ، إذ
لكلِّ منّا لحنُه فيه وكلامُهُ، ونحن منعدّدو الرؤى لجمالات واحدة.
الحرب لها بُنًى صارمةُ
البناء. فقد أخذ بسطاؤنا يتعلّمون متى يكون القتال، وتعلّمنا جميعًا أن نعايش
الحرب جزءًا من حياة مصنوعة من خوف ويأس وأمل. لعلّ فهمَ هذه الأمور غدا غامضًا
لإنّنا بتنا جميعًا أمام المجهول الكامل.
نعلم أنّ الموتَ جزءٌ لا يتجزّأ من
السياسة، يتباطأ إذا أبطأت ويسرع إذا تسارعت. ونعلم كذلك أنّ السلام لا يأتي إلّا لكون
الناس سئموا الحرب التي تجيء انفجاراتٍ مشتهاةً رؤيتُها للكثيرين.
المطران
جورج خضر – بتصرّف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق