سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

أيّها الموت انتظر - امتحان للثانويّ الثالث - 2012 (اجتماع واقتصاد)

محمود درويش

أيُّها الموت انتظر!

-1-
أيُّها الموتُ انتظرْ! حتّى أُعدَّ
حقيبتي: فرشاةَ أسناني وصابوني
وماكينةَ الحلاقة، والكولونيا، والثياب.
هل المناخُ هناك معتدلٌ؟ وهل
تتبدّلُ الأحوالُ في البدايةِ البيضاء،
أم تبقى كما هي في الخريفِ وفي
الشتاء؟ وهل كتابٌ واحدٌ يكفي
لتسليتي مع اللاوقت، أم أحتاجُ
مكتبةً؟ وما لغةُ الحديثِ هناك،
دارجةٌ لكلِّ الناس، أم عربيّة فصحى؟
-2-
... ويا موتُ انتظرْ، يا موتُ،
حتّى أستعيدَ صفاءَ ذهني في الربيعِ
وصحّتي، لتكونَ صيّادًا شريفًا لا
يصيد الظبي قربَ النبعِ. لا تحدّقْ
يا قويُّ، إلى شراييني، لترصدَ نقطةَ
الضعفِ الأخيرةِ. أنت اقوى من نظام الطبّ.
أقوى من جهاز تنفسّي. أقوى من العسل القويّ،
ولستَ محتاجًا – لتقتلَني – إلى مرضي. فكنْ أسمى من الحشراتِ. كنْ فروسيًّا بهيًّا، كامل الضربات.
-3-
ويا موت انتظر، واجلس على الكرسيّ. خذ
كأس النبيذ، ولا تفاوضني، فمثلك لا يُفاوض أيّ إنسان، ومثلي لا يعارض خادم الغيب.
استرح... فلربّما أنهكت هذا اليوم من حرب النجوم. فمن أنا لتزورني؟ ألديك وقتٌ لاختبار قصيدتي؟ لا. ليس هذا الشأن شأنك.
أنت مسؤول عن الطينيّ في البَشَريّ،
لا عن فعله أو قوله.
هزمتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها.
هزمتْكَ يا موتُ الأغاني في بلاد الرافدَين.
مقبرةُ الفراعنةِ، النقوشُ على حجارةِ معبدٍ
هزمتْكَ، وانتصرَتْ، وافلَتَ من كائنِكَ الخلودُ..
فاصنعْ بنا، واصنعْ بنفسِكَ ما تريد.
          من كتاب "جداريّة محمود درويش"
                    بتصرّف

أوّلاً: في الفهم والتحليل (تسع علامات)
1-  اذكرْ مصدرَ هذه القصيدةِ، مستنتجًا اسم كاتبِها.(علامة واحدة)
2-  اشرح في سياق القصيدةِ، التعابيرَ الآتيةَ:(علامة ونصف)
أ‌-         مثلي لا يعارض خادم الغيب.
ب‌-           هزمتك يا موت الفنون جميعها.
ت‌-           أفلت من كائنك الخلود.
3-  ما المسألة التي يثيرها الشاعر في النصّ؟ ما نوعها؟ (علامة ونصف)
4-  استخرجْ من كلّ قسم من أقسام القصيدة الثلاثة، الفكرة الرئيسة.(علامة ونصف)
5-  لخّص الفقرة الأولى بحدود الربع، مراعيًا أصول التلخيص.(علامتان)         
6-  اضبط أواخر الكلمات في الفقرة الثالثة من "يا موت... لتزورني؟"(علامة ونصف)
ثانيًا: في التعبير الكتابيّ (ثماني علامات)
       الموتُ فكرةٌ مروّعةٌ، وثمّةَ عاملان قد يخفّفان من وطأتها على الإنسان ويساعدانه على تقبّلِها، هما: العقل والإيمان.
       اشرحْ هذا القولَ، ذاكرًا بالتفصيل دورَ كلٍّ من العقل والإيمان في تخفيف تبعات الموت على الانسان.

ثالثًا: في الثقافةِ الأدبيّة العالميّة (ثلاث علامات)
قال طاغور مخاطِبًا خالقه:
      إِنَّ الحبَّ الذي يجمعُ بيننا، يا حبيبي، ليس مُجَرَّدَ علاقةٍ عابثة.
مرَّةً تِلْوَ أُخرى، هبَّتْ عليَّ عواصفُ اللَّيالي فأَطفأَتْ مصباحي،
وغيومُ الشكِّ السودُ تلبَّدَتْ في سمائي فحَجَبَتْ نجومَها.
مرَّةً تِلْوَ أُخرى، تصَدَّعَتْ سدودي، فَجَرَفَتِ الأَمواجُ طيِّبَ غلاَّتي،
واخترقَتْ زفراتُ اليأْسِ سمائي من جانبٍ إلى جانب.
فعرَفْتُ آنذاك، أَنَّ لحبِّكَ ضرباتٍ موجعة، ولكنَّها غيرُ مميتة.
                                       طاغور – جنى الثِّمار – 38 –
      حلِّلْ هذه المقطوعةَ موضِّحًا تضميناتِها.     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق