بَيْتُنا في الْجَبَلِ
ما إِنْ
يَنْتَهي شَهْرُ حُزَيْرانَ، وَيَبْدَأُ تَمُّوزُ بِحَرِّهِ الشَّديدِ، حَتَّى
تَتَّجِهُ أنْظارُنا إلى بَيْتِنا فِي الجَبَلِ، نَقْضي فِيهِ عُطْلَةَ الصَّيْفِ،
بَعْدَ عَناءِ الدَّرْسِ، بَعيدًا عَنِ الضَّجيجِ، وأبواقِ السَيَّاراتِ، وَصُراخِ
الباعَة.
إِنَّهُ بَسيطٌ، لَكِنَّهُ جَميلٌ، بَناهُ وَالِدي على
رَأْسِ تَلَّةٍ خَضْراءَ. غُرَفُهُ واسِعَةٌ وَمُرَتَّبَةٌ، وَلَهُ شُرْفَةٌ
تُطِلُّ على وادٍ سَحيقٍ، نَجْلِسُ عَليها في سَهَراتِ الصَّيْفِ.
أَمامَ بَيْتِنا
حَديقَةٌ جَميلَةٌ، قُسِّمَتْ أَرْضُها إِلى أَقسامٍ مُخْتَلِفَةٍ: هُنا، قِسْمٌ
غُرِسَتْ فيهِ أَشْجارٌ مُثْمِرَةٌ، وَهُناكَ ثانٍ زُرِعَتْ فيهِ الْخُضَرُ على
أَنواعِها، وَهُناكَ ثالِثٌ خُصِّصَ لِزِراعَةِ الأَزْهارِ الْعَطِرَة.
نَتَنَقَّلُ في الْحَديقَةِ على مَماشٍ ضَيّقَةٍ، فُرِشَتْ
أَرْضُها بِالحَصَى النَّاعِمِ لِيَسْهُلَ الْمَشْيُ عَلَيها. وفي وَسَطِ
الْحَدِيقَةِ بِرْكَةٌ واسِعَة، تَفُوْرُ فيها الْمِياهُ مِنْ فَوَّارَةٍ،
وَحَوْلَها مَقاعِدُ خَشَبِيَّةٌ نَجْلِسُ عليها في ظِلِّ الأَشْجارِ عِنْدَ اشْتِدادِ
الْحَرِّ.
ما أَجْمَلَ بَيْتَنا، وَما أَسْعَدَ الْحَياةَ فيهِ!
نقْضي أوقاتًا طَيِّبَةً في حَديْقَتِه، نَعْتَني بِأشْجارِها وَأَزْهارِها
حِينًا، وَنَلْعَبُ وَنَمْرَحُ أَحْيانًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق