سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 9 أبريل 2019

أَلْمَدينَةُ الْعَجيبَةُ (للقراءة والفهم)



أَلْمَدينَةُ الْعَجيبَةُ

     هَلْ شَاهَدْتَ خَلِيَّةَ النَّحْلِ، وَرَاقَبْتَ نِظامَ سُكَّانِها؟ إِنَّها تُشْبِهُ مَدينَةً عَظِيمَةً: فيها الأُمَراءُ وَالرُّؤَساءُ وَالقُوَّادُ وَالشُّرَطُ وَالعُمَّالُ وَالخَدَمُ، تَحْكُمُها مَلِكَةٌ عَظِيمَةٌ تُسَمَّى الْيَعْسُوبَ، تَسْهَرُ لِخِدْمَةِ الرَّعِيَّةِ، وَتُلازِمُ الْخَلِيَّةَ لَتَسيِيرِ الأَعْمالِ، وَحَوْلَها الْجُنُودُ لِتَنْفيذِ أَوَامِرِها.
وَالنَّحْلُ في الْخَليَّةِ أَقْسامٌ مُخْتَلِفَةٌ: فَمِنها ما يَجْلُبُ الْماءَ مِنَ الْينابيعِ، وَمِنْها ما يَجْمَعُ رَحيقَ الأَزْهارِ، وَمِنها ما يَبْني الْمساكِنَ، أَوْ يَعْتَني بالصِّغارِ.
وَالخَلِيَّةُ كَالمَدينَةِ الْعَظيمَةِ، لا أَثَرَ فيها لِلفَوْضَى، فَكُلُّ فَرْدٍ مُنْصَرِفٌ إِلى عَمَلِهِ في اجْتِهادٍ وَطاعَةٍ وانْتِباهٍ. وَإنَّكَ لَتَعْجَبُ أّشَدَّ الْعَجَبِ، حِيْنَ تَرى بابًا صَغيرًا، تَدْخُلُ مِنْهُ آلافُ النَّحْلِ وَتَخْرُجُ، بِهُدُوءٍ وَانْتِظامٍ، فَلا تَصطَدِمُ، وَلا تَتَنازَعُ، ولا تَضِلُّ الطَّريقَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق