سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 23 يناير 2018

الإنسان واستشراف المستقبل - نصّ للثانويّ الثالث


الإنسان واستشراف المستقبل
     المستقبل هاجس الإنسان المعاصر ومحطّ أنظار البشر، إليه يتطلّعون بقلق، ينتظرون الآمال حينًا وتعتريهم المخاوف أحيانًا. آمالهم مبرّرة ومخاوفهم معلّلة لأنّها تصدر جميعها عن وعي حقيقيّ وإدراك صحيح للواقع لا عن حالات شعوريّة مزاجيّة أو أوهام أو أحلام.
     ومن أسباب مخاوفهم الكثيرة، السلاح، فساد البيئة، اكتظاظ العالم بالسكّان، مشاكل الغذاء...  ومن حوافز آمالهم الواسعة إنجازات كثيرة حقّقها التطوّر منها تحرير الإنسان من عبء الأعمال الشاقّة بفضل التقدّم التكنولوجيّ، والتغلّب على الأمراض...
     وتختلف مواقف البشر ممّا يطالعهم في هذه الدنيا وتتعدّد أقوالهم فيه ومن ذلك موقفهم من الغد أو المستقبل. فمنهم مَن اكتفى بوصف الواقع البشريّ الذي يشعر بالعجز أمامه، ومنهم مَن بَرّر هذا العجز بغموض المستقبل نفسه، ومنهم مَن لجأ إلى أساليب من الكهانة والضرب بالحصى أو غير ذلك ممّا يرفضه العقل المنهجيّ السليم.
     ولكن هل يتوقّف الإنسان عن تأمّل الحياة؟ بالطبع لا، فهو يحاول دائمًا أن يزداد علمًا بها أي فهمًا لها وأن يُحسِنَ العيش، ولقد قيل:" إذا أردنا أن نفهم الحياة فإنّنا نعود إلى الماضي، ولكن إذا أردنا أن نعيش فإنّنا نتوجّه إلى المستقبل". ومن هذا المنطلق، منطلق إرادة العيش، نحاول استشراف المستقبل أي النظر إليه نظرة بعيدة تمكّننا من الإنتصار.
     إنّ استشراف المستقبل يتطلّب منّا الالتفات إلى قضايا إشكاليّة محليّة لاستشراف حلول ممكنة له.
     إنّ المجتمعات الواعية هي المجتمعات التي تخطّط لِما تتوقّع حصوله قبل حصوله.

     إنّ الإنسان المعاصر في حاجة ملحّة لاستشراف آتيه واستكشاف غده ليتسنّى له اتّخاذ قرارات يطمئنّ بها إلى سلامة مستقبله القريب والبعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق