سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

مايكل حدّاد الّذي ترك كرسيه النّقّال ليتسلّق الجبال - نصّ للحلقة الثالثة


مايكل حدّاد الّذي ترك كرسيه النّقّال ليتسلّق الجبال
      
تسمّر الجمهور اللّبناني أمام شاشة التّلفزيون ليرى مايكل حدّاد (33 عامًا) يتسلّق صخرة الرّوشة. نجح بإرادته الصّلبة في الوصول إلى أعلى الصّخرة ليرفع عليها علم لبنان. أمّا المغزى من بطولات مايكل فهو نشر الوعي بين الرّأي العامّ أنّ كلاّ منّا يعاني نقصًا ما، وأنّ الإعاقة كما تحدّث عنها البعض، نمط تفكير تخطّاه الزّمن.
       وقعت الحادثة الّتي أصابته بالشّلل عندما كان في السّادسة، وأجبرت الحرب عائلته على الانتقال إلى البحرين ليتابع والده عمله مهندسًا في شركة طيران الشّرق الأوسط. قال: "توجّهت مع والدي في حينها لممارسة رياضة "الجت سكي"، وخطر لي أن أدير محرّك الآلة، وبسرعة وضعت رجلي بقوّةٍ على دوّاسة البنزين وانطلقت، فارتطمت بعنفٍ بحائط المارينا وأصبت بشلل من صدري حتّى أسفل قدميّ".
       بدعمٍ من والده، قرّر مايكل أن يتخلّى عن كرسيّه النّقّال، ما ألزمه ارتداء جهاز تقويم ثقيل مصنوع من حديد. قال: "سقطت مرارًا على الأرض وتحمّلت الألم حتّى تمكّنت أخيرًا من المشي ولو بصعوبةٍ بالغةٍ".
       بعد دراسة القانون، حدّد مايكل رسالته في الحياة وهي تعميم ثقافة السّلام والإنسانيّة. وعندما سألناه كيف وضع هذا التّحدّي نصب عينيه؟ ابتسم قائلاً: "تخطّيت الخوف من صعود درجة واحدة. قبلت الوقوع أرضًا لأقف من جديد. تصالحت مع واقعي. وقرّرت أن أترجم رسالتي بأفعالٍ عدّة". عدّد مايكل بطولاته الرّياضيّة ومنها مشاركته في رحلة المشي من أرز تنّورين إلى أرز بشرّي، ومواكبته مشيًا حملة تنظيف الشّاطئ بالتّعاون مع جمعيّة "بيغ بلو"، وصولاً إلى تسلّقه صخرة الرّوشة، ويستعدّ لتسلّق القرنة السّوداء.
       يعيش مايكل في إنطلياس، مسقط رأسه، محاطًا بالأهل والأصحاب، وينعم باستقلاليّةٍ كاملةٍ في قسمٍ من بيت والديه. ويخضع لنظامٍ رياضيٍّ يوميّ للحفاظ على قوّة عضلات يديه وأعلى صدره، ليكون مستعدًا لمواجهة أيّ تحدٍّ وخصوصًا أنّه يصبو إلى أن يمشي على جليد القطب الشّمالي ليرفع اسم لبنان.

روزيت فاضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق