في
الْمَكْتَبَة
في مطلعِ السّنةِ الدّراسيّةِ، حملَ أبي
لائحةَ الكتبِ ودَعاني لمرافقَتِهِ إلى المكتبة. وصَلنا فوَجدنا فيها عددًا كبيرًا
من التّلامذةِ معَ ذويهم يسألونَ عن الكتبِ القديمةِ والجديدة. وصاحِبُ المكتبةِ
يوجِّههم إلى الموظَّفينَ فيَهتمُّ كلُّ موظَّفٍ بزَبون.
يأْخُذُ الموظّفُ اللائحةَ وينظُرُ فيها
ويتوجَّهُ إلى الرُّفوفِ، ثمَّ يعودُ خلالَ دقائقَ حاملاً الكتبَ المطلوبة ويضعها
أمام الزّبون. ذلك أنَّ الكتبَ في المكتبةِ مرتَّبةٌ وَفقًا لِموادِّ التَّدريسِ
والصُّفوف.
وصلَ دَوري فسلَّمْتُ الموظَّفَ لائحتي.
وعندما أحضرَ الكتبَ رُحْتُ آخذُ الكتابَ أَفحَصُهُ، أقرأُ العنوانَ وأتأكَّدُ من
اسمِ النّاشرِ والصّفِّ وتاريخِ الطّباعَة. ثمَّ أضعُهُ جانبًا وأنظرُ في الكتابِ
الثّاني إلى أن اكتملَتْ طلبيّتي فحمَلْتُ كتبي وتوجَّهْتُ مع والدي إلى صندوقِ
المحاسبة.
لم نُساوِمْ على ثَمَنِ الكتبِ لأنَّ سِعرَها
محدَّد. فدفعَ أبي الثّمنَ كاملًا. وقبلَ أن ننطلق تقدّمَ منّا صاحبُ المكتبةِ
وقدَّمَ لي قلمَ حبرٍ هديّةً وتمَنَّى لي سنةً دراسيّةً ناجحة. فشكَرْتُهُ
وانصرَفنا وأنا أُفكِّرُ كيفَ سأُعوِّضُ على أبي المبلغَ الباهظَ الّذي دفَعَهُ
ثمنًا لكتبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق