سياسة قسم اللغة العربيّة

السبت، 18 نوفمبر 2017

النقطة الهاربة


النُّقْطَةُ الهارِبَة

     جَلَسَ زاهِرٌ يَكْتُبُ رِسالةً إِلى صَديقِهِ جاد، أَرادَ أَنْ يَكْتُبَ "عزيزي جاد"، فَرَأى أَنَّ القَلَمَ كَتَبَ "عردرى حاد"... وَتَفاجأَ أَنَّ قَلَمَهُ العَجيبَ لا يَضَعُ نُقْطَةً لِلْحَرْفِ.
     إِحْتارَ زاهِرٌ وَبَدَأَ يَهُزُّ قَلَمَهُ، يَبْحَثُ في الأَوْراقِ عَنِ النُّقْطَةِ، فَوَجَدَها في دَفْتَرِهِ فَوْقَ كَلِماتِ التَّمْرينِ الثَّالثِ، لِتُساعِدَهُ على حلِّهِ: سادى ـ كلب ـ ححل ـ صفدع ـ دراع...ها هي تَقْفِزُ ثَلاثَ قَفَزاتٍ فَوْقَ " س" فَتَصيرُ " ش"، وَقَفْزَتَينِ تَحْتَ "ى" فَتَصيرُ "ي"، وَهَكَذا أَصْبَحَتِ الكَلِمَةُ مَفْهومَةً "شادي".
     بِهذِهِ الطَّريقَةِ حَلَّتِ النُّقْطَةُ التَّمْرينَ، فَقَرَأَ زاهِرٌ كَلِماتِهِ بِسُهولَةٍ: شادي ـ كلب ـ حجل ـ ضِفْدَع ـ ذِراع.
     ظَلَّ يُراقِبُها بِسُرورٍ وَهِيَ تَعودُ إِلى القَلَمِ، ثُمَّ إِلى الرِّسالَةِ وَتُصَحِّحُ الأَخْطاءَ. ثُمَّ تَقْعُدُ في نِهاياتِ الجُمَلِ.
فاطِمة حَسَن نَصّار

( بِتَصَرُّف )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق