ألعاصفةُ في الخارج
وقفتْ سحرُ قربَ النّافذةِ، تُصغي
إلى الرّيحِ تقصِفُ في الخارِج، وتنظرُ إلى المطرِ ينزِلُ كالحِبالِ. رأتْ سحرُ، من
خلالِ الزّجاجِ، أشجارَ الكينا الباسِقةَ تتمايلُ أغصانُها وتلامِسُ جُدرانَ
البيوتِ.
راقَبَتِ المارّةَ، فرأتهُم
ينكمِشونَ في معاطِفهم مُهَرْوِلينَ، وحبالُ المطرِ تلفُّهُمْ كالشِّباكِ، والرّيحُ
تَدْفَعُهُمْ وتكادُ تقذِفُ بهم على الأرضِ. ثمَّ لمعَ برقٌ ساطعٌ، أنارَ كلَّ ظُلْمَةٍ
في الشارعِ، فرأتْ سحرُ من خلالِ الزّجاجِ امرأةً وقفتْ على الرّصيفِ تحاولُ أن تجتازَ
الطّريقَ. في هذا الوقتِ مرَّتْ سيّارةٌ مُسرِعةٌ فَرَشَّتْها بالماء...
ثُمَّ رأت شابًّا مُلتفًّا بمعطفٍ طويلٍ. تقدّمَ
الشّابُ حتّى وصلَ إلى جدارِ البناءِ المواجِهِ، واجتازَ الطّريقَ الذي بدا كأنّهُ نهر، وانعطفَ نحو مدخلِ البنايةِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق