من جبران إلى نخلة
أَخي الحَبيبَ، نَخلَة،
أنا في هذهِ الأيّامِ
أشْبَهُ بِدولابٍ تُديرُهُ الأشغالُ، ولَوْ أَرَدْتُ الوقوفَ لَما استطَعْتُ لِذلكَ
سَبيلًا. ولَكِنْ أَنْتَ تَعلَمُ أَنَّ الحياةَ بِلا عَمَلٍ، تُماثِلُ المَوْت. مُنذُ
شَهرَيْنِ وأنا بَيْنَ التّأهُّبِ والاستِعدادِ لِتَقديمِ بَعضِ الرُّسومِ إلى مَعرِضِ
الفُنونِ الفَرنسيّ الّذي سيفتَحُ أبوابَهُ في الأسبوعِ الآتي. وبَيْنَ الرُّسومِ
الّتي سَوْفَ أُقَدِّمُها، رَسمٌ كبيرٌ دَعَوتُهُ "موكب الأجيال"، ولا يَعلَمُ
غَيرُ اللهِ ما كابَدْتُ في سبيلِ هذا الرّسمِ، لأنّهُ من المواضيعِ الّتي تَستَلزِمُ
كثيرًا من الدّرسِ والوَقتِ والفِكرِ والإحساسِ، وأنا لا أدري هل أحْسنْتُ العَمَلَ،
بَلْ كُلُّ ما أعلمُهُ هو أنّني قد وضَعْتُ في ذَلكَ الرّسمِ ما وَضَعَهُ اللهُ في
نَفسي، وَهذا كُلُّ ما يَستطيعُ أن يفعلَهُ الإنسانُ. سَوفَ أُخبرُكَ في المُستقبلِ
القريبِ عن النّتيجة.
هل نَلتقي يا نَخلةُ في لُبنانَ، ونَركَبُ معًا فَرَسَيْنِ
جَميلَيْن، ونَذهَبُ إلى خَرائِبِ بَعلبكَّ، ونَجتازُ العاصي، ومِنهُ إلى حِمْصَ،
ومنها إلى السُّهولِ الرّحْبةِ، ونَبيتُ عندَ العَرَب، ونَسمعُ أناشيدَهُم
وأغانيهم، ونملأ صدرنا من نغمة الموليّا الجميلة؟ هذه أحلام مستحبة لكنّها بعيدةٌ،
أحلامٌ تَجيءُ مع أشباحِ اللّيل، وتَذهبُ مع أنوارِ الصّباح، أحلامٌ يَراها
الإنسانُ وَهوَ مُستيقظٌ، ولكنّها لا تَلبثُ أنْ تَتَبدّد أمامَ عَيْنيْهِ، مِثلَما
تَضْمَحلّ رُسومُ الضّبابِ في جَوانبِ الوادي.
جبران خليل جبران
1 ـ مَنِ
المُرسِلُ ومَنِ المُرسَلُ إليه؟ وما موضوع الرّسالة؟) ثلاث
علامات)
2 ـ ما غايةُ جُبران من هذه الرّسالة؟ (علامة
واحدة)
3 ـ لِمَ شَبّهَ الكاتبُ نَفْسَهُ بِدولابٍ
تُديرُه الأشغالُ؟ هل هذا التّشبيه دائمٌ أم مُؤقّت؟ وما التّعبيرُ الّذي يُساعدُكَ
على الجَواب؟ (ثلاث علامات)
4 ـ رأى جُبران أنَّ العَملَ يَستلزِمُ أربعةَ
أمورٍ، إِستَخرجْها ثُمّ اشرحْ ما إذا كانَتْ من مُستلزماتِ الرّسم وحدَهُ أَمْ
تَحتاجُ إليها سائرُ الفنون والأعمال النّاجحة. (ثلاث علامات)
5 ـ استخرجْ من المقطع الثّاني الحقلَ المُعجميّ
للأحلامِ والأماني، ثمّ اذكُر لماذا بَدتْ هذه الأحلامُ بعيدةً. (ثلاث علامات)
6 ـ إستخرجْ من السّطرِ الثّالث تَشبيهًا، مُحدّدًا
طرفَي التّشبيه والغايةَ منه. (علامتان)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق