سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

في سفح صنّين - دراسة نصّ - الأساسيّ السابع

وجه ميخائيل نعيمة
محفورًا فوق مدفنه في الشخروب - صنّين

في سفحِ صنّينَ

     أنا مستلقٍ على صخرةٍ دهريّةٍ بيضاءَ. مِنْ ورائي صخورٌ تتعالى إلى السماءِ وَتطرحُ عليَّ سترًا منَ الظلِّ، ناعمًا كالمحبّةِ، عابقًا بالسلامِ والإيمانِ.
     فوقَ رأسي سماءٌ، كيفما قلّبْتُ طَرْفي، لايقعُ فيها على شبهِ غيمةٍ. هيَ زرقاءُ. زرقاءُ! بعيدةٌ. بعيدةٌ! عندَ أسفلِ الصخرةِ، حيثُ أنا، بلّوطةٌ كبيرةٌ منبسطةُ الفروعِ وَالأغصانِ. بينَ أوراقها، أجواقٌ منَ الحساسينِ ترفرفُ منْ غصنٍ إلى غصنٍ، وَقدْ علَتْ زقزقتُها حتّى كأنّها في عرسٍ أو مهرجانٍ منَ الألحانِ. وَما ألحانُها إلاّ فيضانُ ما في قلبِها منَ الغبطةِ بالوجودِ. لقدْ زارَتِ الحقلَ في نهارِها، ففرشَ أمامها الحقلُ خيراتِهِ. وَقصدَتِ النبعَ، فروّاها النبعُ بقطراتِهِ، واستنجدَتِ الهواءَ، فمدَّ لها بساطَهُ.
     أنظرُ إلى يساري، فأرى تِلالاً عاريةً منَ الأشجارِ، مغطّاةً بملاءةٍ ذهبيّةٍ منَ السنابلِ وَالأعشابِ. وَأرى بينَ السنابلِ مناجلٌ تلمعُ، وَقاماتٌ بشريّةٌ تنتصبُ وَتنحني، وبهائمٌ ترعى... . أراقبُ الحاصدينَ فأرى الآكامَ كأنّها أمواجُ بحرٍ زاخرٍ، حتّى أصبحت سورًا منيعًا هائلاً.
     تُرى ما هوَ هذا السورُ وَمنْ أينَ؟ هوَ صنّينُ. فلذةٌ منْ كَبِدِ الأرضِ، وَشامةٌ في خدِّ السماءِ.                                                                                 
 المراحل 
ميخائيل نعيمة
شرح بعض المفردات:


1- دهريّةٍ: موجودةٍ منذ دهور 
2- سترًا: غطاءً 
3- طَرْفي: عيني 
4- الغبطةِ: السعادة 
5- ملاءةٍ: غطاء 
6- الآكامَ: التلال 
7- فلذةٌ: قطعة. 

هناك 4 تعليقات:

  1. سلام ...تُرى ما هوَ هذا السورُ وَمنْ أينَ؟
    هل هو للتعجب أم للإستعلام؟ شكرا

    ردحذف