سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

رافِق النَّذل تَنذَلّ (17- من كتاب حكايات أدبيّة من الذاكرة الشعبيّة لسلام الراسي)


   
رافِق النَّذل تَنذَلّ

     يُحكى أنَّ رَجُلين ترافقا في سفرٍ بعيد، وحينما أقبل الليل لاذا بإحدى الأشجار واتّفقا على أن ينام الواحد منهما ويسهر الآخر، متناوِبَين، حتى إذا شعر الساهر بأي خطر أيقظ رفيقه للمجابهة معًا.
        وإذا بضبع يقترب مهرولًا، فارتعب الرجل الساهر وشمّر ذيله وتسلّق الشجرة بسرعة، دون أن يوقظ رفيقه الذي ما أن أفاق على صوت قرقعة مفاصل الضبع حتى رأى الضبع أمامه، وجهًا لوجه، فارتعدت فرائصه و "قضاها" في ثيابه من الخوف.
        ولما كان "ابو عامر" الضبع لا يأنف من شيء في الدنيا إلاّ من رائحة براز الإنسان، لذلك اكتفى بشمشمة الرجل من تحت إلى فوق ومضى في سبيله.
        فنزل الرجل، حينئذً، من الشجرة وقال لرفيقه: رأيت الضبع يقترب برأسه من أذنك، فماذا قال لك؟
        أجاب الرجل: قال لي الضبع: "رافقْ النذل تنذلّ!".

        فجرى كلام الضبع مجرى الأمثال إلى يومنا هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق