الناس مَقامات وَرَواتب ولكلِّ راتبٍ واجب
يُحكى أنَّ رجلًا كان يقتني جَمَلًا. ومرض الرَجُل يومًا وشعر بدنُوّ
أجلِهِ فطلب أن يؤتى إليه بجَمَلِهِ ليودِّعَهُ قبل موته. وجيء إليه بالجمل فقال
له:
"سامحني يا جملي الحبيب،
قبل أن ألفظ أنفاسي. كنتُ أُحمِّلك أحمالًا ثقيلة، وكنتَ تجوع فلا أقدِّم إليك ما
يكفيك من الطعام. وكنتَ تعطش فلا أُقدِّم إليك ماءً نظيفًا.. وكنتُ أحيانًا أضربُك
وأشتمك لسبب ولغير سبب...".
قال الجمل: "إعلم أيُّها
السيِّد! أنني أغفر لك جميع تصرُّفاتك هذه، لكنَّ عملًا واحدًا لا أُسامحك عليه، وهو
أنك كنتَ لا تحفظ كرامتي، كنت تربطني وراء الحمار، والحمار يمشي قدَّامي... ومتى
كان مقام الحمار أرفع قدرًا من مقامي حتى يمشي أمامي، وهو ليس مثلي ابن عشيرة
وصاحب رأي وبصيرة!... وأنت تعلم أن المثل يقول:
"الناس مقامات ورواتب، ولكلِّ راتبٍ واجب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق