سياسة قسم اللغة العربيّة

الاثنين، 13 فبراير 2017

المهمّ أن تَقتَنع الدَجاجة (11- من كتاب حكايات أدبيّة من الذاكرة الشعبيّة لسلام الراسي)


المهمّ أن تَقتَنع الدَجاجة
يُحكى أنَّ رجلًا أصابته لوثةٌ في عقله، فتوهَّم أنَّه حبّةُ قمح. وفّكر مليًّا في الأمر، قال: "أنا حبّةُ قمح، هذا أكيد، وحبّةُ القمح تأكلها الدجاجة، وهذا أكيد أيضًا... إذًا أيَّة دجاجة وجدتْني أكلتْني".
وانزوى الرجل في بيته، فاجتمع أصدقاؤه حوله، وقالوا له: "أنت تتكلّم وتمشي وتأكل وتنام وتعرف من نحن فهل رأيت في زمانك حبّة قمح تفعل هكذا؟".
ففكّر الرجل قليلًا، ثم أذعن وقال: "صحيح! وين كانوا عقلاتي، الحقّ معكم أنا رجل ولستُ حبَة قمح".
فشكروا الله لأنّه هداه، وخرجوا فخرج معهم مشيِّعًا. لكنَّه لم يصلْ إلى الباب حتى صرخ: "دجاجة، دجاجة"، وهرب إلى الداخل، فتبعوه، وقالوا: "اننا أقنعناك فاقتنعت بأنك لست حبّة قمح، فلماذا خفت من الدجاجة؟".
       قال: "أنا من جهتي اقتنعت ... لكن أرجوكم أن تُقنعوا الدجاجة".

       وهكذا صرنا نستعمل عبارة "المهمّ أن تقتنع الدجاجة" مصلًا يقال في مناسباته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق