المهمّ أن تَقتَنع الدَجاجة
يُحكى أنَّ رجلًا أصابته لوثةٌ في عقله، فتوهَّم أنَّه
حبّةُ قمح. وفّكر مليًّا في الأمر، قال: "أنا حبّةُ قمح، هذا أكيد، وحبّةُ
القمح تأكلها الدجاجة، وهذا أكيد أيضًا... إذًا أيَّة دجاجة وجدتْني
أكلتْني".
وانزوى الرجل في بيته، فاجتمع أصدقاؤه حوله، وقالوا له:
"أنت تتكلّم وتمشي وتأكل وتنام وتعرف من نحن فهل رأيت في زمانك حبّة قمح تفعل
هكذا؟".
ففكّر الرجل قليلًا، ثم أذعن وقال: "صحيح! وين
كانوا عقلاتي، الحقّ معكم أنا رجل ولستُ حبَة قمح".
فشكروا الله لأنّه هداه، وخرجوا فخرج معهم مشيِّعًا.
لكنَّه لم يصلْ إلى الباب حتى صرخ: "دجاجة، دجاجة"، وهرب إلى الداخل، فتبعوه، وقالوا: "اننا أقنعناك فاقتنعت
بأنك لست حبّة قمح، فلماذا خفت من الدجاجة؟".
قال:
"أنا من جهتي اقتنعت ... لكن أرجوكم أن تُقنعوا الدجاجة".
وهكذا صرنا
نستعمل عبارة "المهمّ أن تقتنع الدجاجة" مصلًا يقال في مناسباته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق