سياسة قسم اللغة العربيّة

الخميس، 8 سبتمبر 2016

كلمة الأب الرئيس كبريال تابت في افتتاح السنة الدراسيّة 2016/ 2017


إخوتي الآباء الأجلّاء
حضرات أفراد الهيئتين التعليميّة والإداريّة

نرى في سفر التكوين أنّ الله حين أتمّ عمله نظر إليه فوجده حسنًا، وعند ذلك استراح. فأتمنّى أن تكونوا قد استرحتم في خلال عطلة الصيف لأنّكم حين نظرتم إلى عملكم وجدتموه حسنًا ورأيتم أنّكم مستحقّون متعة الراحة. وأتمنّى كذلك أن تكون عودتكم إلى المدرسة عودة من يرغب في تجديد عمليّة الخلق، لأنّنا مع بداية كلّ سنة، ننطلق في عملية تكوين جديدة، لأنّ كلّ تلميذ حملنا مسؤوليّة تعليمه، إنسان ينمو كلّ يوم في القامة وكذلك في جمع المعلومات من مصادر مختلفة، وعلينا أن نساعده كي ينمو في الحكمة ليعرف كيف يتعامل مع هذه المعلومات التي تضعها وسائل التواصل والاتصالات بين يديه.
لن أتطرّق إلى مواضيع المجتمع حولنا، وكلّنا بتنا على دراية بقسوة الأزمات التي تعصف بنا. بل سأدعوكم، كما أدعو نفسي، إلى الانطلاق في ورش عمل تنتظرنا، فلنعمل كأنّ السلام سيعود غدًا، وكأنّ الدولة ستستعيد هيبتها بين يوم وآخر، إذ لا نتيجة لأيّ بكاء على الأطلال أو تلال النفايات، ولا نفع من اجترار خيبات وهزائم، فقد لا نكون قادرين على تغيير وضع عام، لكنّنا بالتأكيد قادرون على إحداث فرق، ولو بسيطًا، في حياة كلّ تلميذ من تلامذتنا، وبالتالي في حياتنا وأنفسنا.
لذلك أدعوكم إلى الاستعداد لعملٍ جديّ يدور هذه السنة، فضلًا عن المناهج الدراسيّة المعروفة، حول ثلاث نقاط:
النقطة الأولى هي شهادة الكفاءة (accreditation): فبعد زيارة لجنة المراقبة في خلال العام الماضي، ارتفع سقف التحديّات، وبات علينا أن نتابع عملنا لنصل إلى المستوى الذي نطمح إليه، فنواكب تغيّرات العصر والمستجدّات في عالم التربية.
النقطة الثانية هي يوبيل المدرسة: فنحن سنحتفل هذه السنة بمرور خمس وعشرين سنة على تأسيس المدرسة. وهي مناسبة تستدعي الفرح والابتهاج، لأنّ هذه المؤسسة، وعلى الرغم من صعوبات كثيرة واجهتها، ربحت الرهان، وتابعت تقدّمها الأكاديميّ وتوسّعها من حيث المباني والملاعب، لتفرض نفسها بين كبريات المدارس. وقد أنشأنا لجنة ستعمل على الإعداد لهذه الاحتفاليّة، بما يليق بتاريخ المدرسة وطموحها.
النقطة الثالثة هي محور الأنشطة التربويّة (Theme of the year) وقد اخترنا لهذه السنة "الوقت"، لأنّ هذا الموضوع يناسب من جهة احتفالنا باليوبيل، بمعنى أنّنا عرفنا قيمة الوقت وملأناه عملًا وعطاء، ولأنّ الوقت عامل أساس في وجودنا على هذه الأرض. فالمسألة ليست في احترام الوقت وحسب بل في تقدير الوقت كقيمة حيويّة.
أشكركم على جهودكم التي بذلتموها من أجل خير التلامذة ومصلحة المدرسة، وأتمنّى لكم سنة دراسيّة آمنة ومثمرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق