إرادةُ الشعوبِ العربيّة
1- ... إنّ
الأحداثَ البارزةَ التي شهدَها العامُ الماضي قد حوّلتِ المنطقةَ وغيّرتِ العالم.
كانت قصةً كتبَها الشعبُ، لكنّ القصّةَ ما زالَتْ في بدايتِها. والآن، يجبُ على أولئك
الذين يؤمنون بمستقبلٍ تسودُهُ الحريّةُ والكرامةُ أن يتّحدوا ويساعدوا شعوبَ
المنطقةِ وقادتَها على كتابةِ الفصولِ المقبلة.
2- منذ ستّةِ قرونٍ مضت، أطلقَ الفيلسوفُ
العربيُّ الشهير، ابن خلدون، تحذيرًا واضحًا لمَن يجلسون على سدّةِ السّلطة. وقال
إنّه لا يمكنُ للقادةِ أن يحكموا إلاّ بإرادةِ الشعب. وقال أيضًا إنّ الذين
يمارسون السلطةَ بالقوّة أو بالإكراهِ إنما يعجِّلون بسقوطِهم. فعاجلاً أم آجلاً،
ستتخلّى عنهم شعوبُهم. وما هذا إلاّ خلاصةُ
الوقائعِ التي شهدَها عامُ 2011.
3- فمنذ بدايةِ
ثوراتِ العام، من تونس وصولاً إلى مصر وخارجِها، ناشدْتُ القادةَ أن يستمعوا إلى
شعوبِهم. فما أرادَهُ النّاس، أوّلاً وقبل كلِّ شيء، هو الكرامة. الناسُ يريدون
وضعَ حدٍّ للفساد. يريدون أن يكونَ مستقبلُهم في أيديهم. يريدون الوظائفَ
والعدالة، ونصيبًا عادلاً من السلطةِ السياسيّة. يريدون حقوقَهم الإنسانيّة.
4- قبل عامٍ من
اليوم، تنحّى الرئيسُ التونسيُّ الذي كان قد نصّبَ نفسَهُ رئيسًا مدى الحياة،
رضوخًا لمطالبِ الانتفاضةِ الشعبيّةِ ضدَّه. وبعد بضعةِ أشهر، التقيْتُ أسرةَ
الرّجلِ الذي أطلقَ شرارةَ الثّورة، محمّد البوعزيزي. وأخبرتْني أمُّه، دامعةً،
عمّا كان يشعرُ به من غضبٍ لعدمِ قدرتِهِ على إعالةِ أسرتِه، ولأنّه جُرِّدَ من
قيمتِهِ كإنسان. وقالتْ أيضًا: "لن أشعرَ بالحزنِ بعد اليوم، بل
بالفخر". ومنذ ذلك الوقت، سافرت إلى أماكن كثيرة أخرى في المنطقة، وتوّصلت
إلى استنتاج واحد لا بديل عنه: لا يمكن أن يكون هناك فجوة بين الحاكم والمحكوم.
فكلّما ازدادت هذه الفجوة اتّساعًا، كلما ازداد اليقين بانتشار التّعاسة
الاجتماعيّة. وهذا ينطبقُ على جميعِ أنحاءِ العالم، ليس على المنطقةِ العربيّةِ
فحسب.
5- فلنستمعْ إلى شعوبِنا. فلنحيَ في إطارِ
مبدأِ الاحترامِ المتبادلِ والتسامحِ إزاء اختلافاتِنا، وما أسماهُ من مبدأ!
ولنعملْ معًا، في هذه اللحظةِ من التاريخ، على بناءِ مجتمعاتٍ مزدهرةٍ ومنفتحةٍ في
جميعِ أنحاءِ العالم العربيّ، مجتمعاتٍ تقومُ على الإنصافِ والعدالةِ وإتاحةِ
الفرصِ للجميع. إنّ
حكمةَ ابن خلدون ما زالَتْ باقية.
كلمة أمين عام هيئة الأمم المتّحدة بان كي مون
مؤتمر "الإصلاح والانتقال إلى الدّيمقراطيّة"
بتصرّف
بيروت
في 15 كانون الثاني 2012
أوّلاً: في الفهم والتحليل
(إحدى عشرة علامة)
1- قدِّمْ
للنصّ بدراسةِ محيطاته، ثمّ استخرج ثلاثَ دلالاتٍ مناسبة لها. (1.5)
2- ما
قيمةُ الشاهد الواقعيّ الذي ذكرَهُ صاحبُ النصِّ في المقطعِ الرّابع؟ أجِبْ شارحًا. (1.5)
3- لخّصِ الفقرةَ الثالثةَ منَ النصِّ بحدودِ الثلثِ. (2)
4- ما
الوظيفةُ الكلاميّةُ البارزةُ في المقطعِ الأخيرِ من النصّ؟ سوّغِ الإجابة. (1)
5- عيِّنْ نوعَ النصّ، ثمّ
اذكرْ ثلاثًا من خصائصِهِ مدعومةً بالشرحِ والشواهد. (2)
6- إلى
أيِّ محورٍ ينتمي هذا النصُّ؟ علّلْ إجابتَكَ بمؤشّرٍ بارزٍ إنطلاقًا منَ المقطعِ
الأخيرِ. (2)
7- اضبطْ أواخرَ الكلماتِ في المقطعِ الخامسِ من "سافرت إلى
أماكن" إلى "التّعاسة الاجتماعيّة". (1)
ثانيًا: في التعبير
الكتابيّ (تسع
علامات)
العدالةُ الاجتماعيّةُ
والتسامحُ ركيزتانِ أساسيّتانِ من ركائزِ رُقي الإنسانيّة، وهما تُسهِمانِ في
رساءِ دعائمِ المحبّةِ والسلامِ بينَ البشر.
وسِّعْ
هذا الكلامَ في مقالةٍ متماسكةِ الأجزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق