سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

الإخصاب الاصطناعيّ (نصّ للدراسة) - الثانويّ الثالث 2013



الإِخْصابُ الاصْطِناعيُّ

     في الوَقْتِ الذي استَطاعَتْ فيهِ تِكْنولوجيا الإِخْصابِ أَنْ تُقَدِّمَ حَلاًّ مؤَقَّتًا لِمُشْكِلَةِ العُقْمِ، نَجِدُ مَخاوِفَ وَتَساؤلاتٍ كَثيرَةً تُثيرُها هذِهِ التِكْنولوجيا... فَما مَصيرُ الأُسْرَةِ؟ هَلْ هذهِ المؤَسَّسَةُ سَتَحْتَفِظُ بِمَعْناها وَشَكْلِها الحاليّ؟ أَمْ أَنَّ المُسْتَقْبَلَ سَيَحْملُ صورَةً جَديدَةً لأُسْرَةٍ مُخْتَلِفَةٍ تَمامًا؟ وَإِذا استَطاعَ العُلَماءُ أَنْ يَخْتَصِروا مُدَّةَ الحَملِ في أَجْهِزَةٍ _ غَيْرِ الرَحَمِ _ فَهَلْ هذا يَعْني أَنَّ مَعْنى الأُمومَةِ تَغَيَّرَ؟ بِمَعْنى آخَرَ ما مَصيرُ مَفْهومِ الأُمومَةِ؟ ماذا سَيَحْدثُ لَهُ؟ بَلْ ماذا سَيَحْدثُ لِصورَةِ الأُنْثى في المُجْتَمَعاتِ التي أَنْشَأَتْها مُنْذُ بِدايَةِ وُجودِ الإِنْسانِ عَلى فِكْرَةٍ أَنَّ رِسالَتَها الأَساسِيَّةَ في الحَياةِ هِيَ تَنْمِيَةُ الجِنْسِ البَشَريِّ وَحِفْظُهُ.
     ما مَصيرُ الطِفْلِ نَفْسُهُ؟ هَلْ يَنْتَسِبُ إِلى الأُمِّ أَمْ إِلى الجِهازِ الذي نَما فيهِ؟ وَإِذا أَصْبَحَتْ عَمَلِيَّةُ الحُصولِ عَلى طفْلٍ بِهذهِ السُهولَةِ _ كَما يَعْتَقِدُ البَعْضُ _ أَلا يؤدّي هذا إِلى ظُهورِ ما يُسَمّى "بِتِجارَةِ الرَقيقِ"؟ وَإِنْ كُنّا سَنَشْتَري وَنَبيعُ الأَجِنَّةَ الحَيَّةَ، فَهَلْ نَحْنُ في الطَريقِ إِلى استِحْداثِ شَكْلٍ جَديدٍ مِنْ أَشْكالِ العُبودِيَّةِ؟
     أَضِف إِلى ذلِك أَنّ الإِنْسان في المُسْتَقْبَل لَن يَنْظر إِلى الأُسْرَة كمؤسَّسَة يَضْمن مِن خِلالها استِمْرار وُجوده بالإِنْجاب، فهو قادِر عَلى الحُصول عَلى ما يُريده مِن خِلال زِيارَته لأَحَد مَعارِض الأَجِنَّة.
     وَأَخيرًا، إِنَّ عَمَلِيَّةً كَهذِهِ تَمسُّ أَهَمَّ مَفْهومٍ ارتَبَطَ بِالإِنْسانِ الذي جاهَدَ لِلْمُحافَظَةِ عَلَيْهِ، أَعْني عَلى قُدْسِيَّتِهِ. فَالإِنْسانُ كانَ مِنْ وجْهَةِ نَظَرِ كُلِّ الأَدْيانِ أَقْدَسَ المَخْلوقاتِ، وَلِذلِكَ تُعْتَبَرُ حَياتُهُ أَقْدَسَ مِنْ أَنْ تُسْلَبَ أَوْ أَنْ تَتَعَرَّضَ لِلْعَبثِ. أَلَنْ يَتَغَيَّرَ مَعْنى "القُدْسِيَّةِ" بِدُخولِنا في عَصْرِ الهَنْدَسَةِ الوراثِيَّةِ وَالتكْنولوجيا البُيولوجِيَّةِ؟
     لَقَدْ وَجَدَ الإِنْسانُ نَفْسَهُ يَتَحَوَّلُ إِلى مُجَرَّدِ مَجْموعَةٍ مِنْ رُموزٍ وِراثِيَّةٍ، يُمْكِنُهُ عَنْ طَريقِ حَلِّها مَعْرِفَةَ تَكْويِنِهِ الوِراثِيِّ، وَمِنْ ثَمَّ السَيْطَرَةَ عَلَيْهِ. وَهذا يَعْني أَنَّ قُدْسِيَّةَ حَياتِهِ وَأَسْرارَها أَصْبَحَتْ عُرْضَةً لأَنْ تُنْتَهَكَ في خِضَمِّ هذِهِ الضَبابِيَّةِ.
                                                          عالمُ المَعْرِفَةِ - العَدَدُ 174
  حزيران 1993 - بِتَصَرُّف
     أوّلاً: في الفَهْمِ وَالتَحْليلِ: (إحدى عشرة علامة)

1-              أُدرُسْ حاشِيَةَ النَصِّ مُبَيِّنًا أَهَمِّيَّتَها. (1)
2-              عَيِّنِ الحَقْلَ المُعْجَمِيَّ البارِزَ في النَصِّ وَاذكُرْ عَناصِرَهُ ثُمَّ استَخْلِصْ، مِنْ خِلالِهِ، المَسْأَلةَ المَطْروحَةَ. (2)
3-              ما النَتائجُ المُتَرَّتِبَةُ عَنِ المَسْأَلَةِ المَطْروحَةِ عَلى صَعيدِ الفَرْدِ وَالعائلَةِ وَالدينِ؟ (3)
4-              هَلْ تُؤَيِّدُ الكاتِبَ في قَوْلِهِ :"إِنَّ دُخولَنا عَصْرَ الهَنْدَسَةِ الوِراثِيَّةِ يُعَرِّضُ قُدْسِيَّةَ الإِنْسانِ لِلانْتِهاكِ"؟ أَجِبْ مُعَلِّلاً. (3)
5-              أُضْبُطْ أواخِرَ الكَلِماتِ في ما يلي بِالحَرَكَةِ المُناسِبَةِ: (2)
"أَضِف إِلى ذلِك أَنّ الإِنْسان في المُسْتَقْبَل لَن يَنْظر إِلى الأُسْرَة كمؤسَّسَة يَضْمن مِن خِلالها استِمْرار وُجوده بالإِنْجاب، فهو قادِر عَلى الحُصول عَلى ما يُريده مِن خِلال زِيارَته لأَحَد مَعارِض الأَجِنَّة."

ثانيًا: في التَعْبيرِ الكِتابِيِّ: (تسع علامات)

يَقولُ ميخائيل نعيمة:" العِلْمُ ما ذَلَّلَ عَقَبَةً حَتّى خَلَّفَ عَقَباتٍ".


إِشْرَحْ هذا القَوْلَ وَناقِشْهُ، مُسْتَنِدًا إِلى شَواهِدَ وَاقِعِيَّةٍ، ثُمَّ بَيِّنْ مَوْقِفَكَ مِنَ التَطَوُّرِ العِلْميِّ. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق