الأدبُ وفُروعُه
... وَواضِحٌ
جِدًّا مِنْ مَجموعِ كَلامِنا، أَنَّنا لا نَقْصِدُ بِالأَدَبِ هُنا، إِلاّ
الأَدَبَ الذي هو تَعْبيرٌ وَخّلْقٌ وَإِبْداعٌ، وَقَدْ عُرِفَ بِالأَدَبِ
الإِنشائيِّ، وَهوَ كَالرَسْمِ وَالنَحْتِ وَالموسيقى... يَقومُ عَلى مَوْهِبَةٍ
فِطْرِيَّةٍ خاصَّةٍ، تَتَهَيّأُ لإِنْسانٍ دونَ إِنْسانٍ. وُجِدَتْ آثارُهُ في
مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها، قَديمًا وَحَديثًا، وَعلى مَرِّ العُصورِ،
لأَنَّهُ يُلَبّي حاجَةً طَبيعيّةً في الإِنسانِ المُنْشِئ، وَحاجَةً طَبيعيَّةً
في الإِنسانِ المُتَلَقّي. وَإِذا صَعُبَ تَحْديدُهُ بِكَلِمَةٍ أَوْ كَلِمَتَيْنِ،
كَما صَعُبَ تَحْديدُ الفَنِّ جُمْلَةً، وَالفُنونِ تَفْصيلاً، فَإِنَّهُ يُمْكِنُ
إِدْراكُ بَعْضِ أَبْعادِهِ، بِالاقتِرابِ مِنْ نُصوصِهِ المُخْتَلِفَةِ، مِنْ
شِعْرٍ وَقِصَصٍ وَما إِلى ذلِكَ. وَقَدْ وُجِدَتْ هذِهِ النُصوصُ مُتَفَرِّقَةً،
باسمِ الشِعْرِ مَرَّةً، وَباسمِ النَثْرِ مَرَّةً، وَبَفُروعٍ مِنَ الشِعْرِ
وَفُروعٍ مِنَ النَثْرِ مَرَّةً. وَالمَقْصودُ بِالنَثْرِ بِالطَبْعِ النَثْرُ
الفَنّيُّ الذي يُبْدِعُهُ الفَنّانُ خطابَةً وَقِصَصًا وَمَسْرَحِيّاتٍ... وَمِنَ
المُحْتَمَلِ جِدًّا أَنْ تَكونَ هَذِهِ الفُروعُ التي نَنْسُبُها اليَومَ إِلى
الشِعْرِ وَالنَثْرِ، قَدْ وُجِدَتْ مُنْفَرِدَةً هُنا وَهُناكَ، قَبْلَ أَنْ
يوجِدَ لَها الإِنْسانُ اسمَيْنِ عامَّيْنِ: الشِعْرَ لِفُروعٍ مُعَيَّنَةٍ،
وَالنَثْرَ لِفُروعٍ مُعَيَّنَةٍ، وَقَبْلَ أَنْ يَجِدَ لِهذَيْنِ الاسمَيْنِ
العامَّيْنِ، أَوْ لِلْفُروعِ جَميعِها مُنْفَصِلَةً، اسمًا أَعَمَّ هُوَ
الأَدَبُ. لا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكونَ هذا الجَمْعُ عَمَلاً مَدْرَسيًّا
تَدْريسيًّا.
رَأَى هَؤُلاءِ
الدارِسونَ –إذًا- أَنَّ الإِنْشائيَّ هُوَ الأَدَبُ الحَقيقيُّ، بِالمَعْنى
الخاصِّ لِلْمُصْطَلَحِ، وَنَظَروا إِلى هَذا الفَنِّ اللُغَويِّ، فَرَأَوْهُ في
الظاهِرِ عَلى الأَقَلِّ، قِسْمَيْنِ مُخْتًلِفَيْنِ هُما: الشِعْرُ وَالنَثْرُ،
وَراحوا يُحاوِلونَ تَعْريفَ كُلٍّ مِنْهُما. ما الشِعْرُ؟ ما النَثْرُ؟ ما
دَوافِعُهُما؟ ما غايَتُهُما؟ بِمَ يَفْتَرِقانِ، وِبمَ يَلْتَقِيانِ؟ أَيُّهُما
أَسْبَقُ وجودًا؟ وَما حاضِرُهُما؟ لأَيِّهِما الغَلَبَةُ في المُسْتَقْبَلِ؟
وَأَيُّهُما أَحْسَنُ وَأَجْمَلُ؟
... وأَسْئلَة أُخْرى أَلْقاها الإِنْسان عَلى
نَفْسهوعَلى الآخَرين، فجَعَلها مَوْضوعًا لعِنايَته ومادَّة لفِكْره. ولا يَكاد
يَصِل إِلى نَتائج يُقِرّها، ويُقِرّه عَلَيها كَثيرون، حَتّى يَجِدّ جَديد يُعَدِّل
ويُغَيِّر وَيَزيد ويُنَقِّص...
د. عَلي جَواد
الطاهِر- مُقَدِّمةٌ في النَقْدِ
الأَدَبيِّ - (بِتَصَرُّف)
في الفهم والتحليل: (خمس عشرة علامة)
1- إنطلاقًا منَ الحاشيةِ، ضعِ النصَّ في إطارِهِ.
(2)
2- ما الحَقْلُ المُعْجَميُّ الأَكْثَرُ انتِشارًا؟ وَما عَناصِرُهُ؟ وَما
الغايةُ مِنْهُ؟ (3)
3- أيْنَ
تَتَجَلّى عَناصِرُ الأَدَبِ في هَذا النَصِّ؟ بَرِّرْ جَوابَكَ إِنْطِلاقًا مِنْ
شواهِدَ مِنَ النَصِّ.(4)
4- أَإِبْداعِيًّا جاءَ أُسْلوبُ النَصِّ هُنا أَمْ تَواصُليًّا؟ بَرِّرْ
جَوابَكَ مِنْ خِلالِ ثَلاثَةِ مَعاييرَ وارِدَةٍ في النَصِّ. (4)
5- أُضْبُطْ
أَواخِرَ الكَلِماتِ في ما يلي: (2)
"
وأَسْئلَة أُخْرى أَلْقاها الإِنْسان عَلى نَفْسه وعَلى الآخَرين، فجَعَلها
مَوْضوعًا لعِنايَته ومادَّة لفِكْره. ولا يَكاد يَصِل إِلى نَتائج يُقِرّها،
ويُقِرّه عَلَيها كَثيرون، حَتّى يَجِدّ جَديد يُعَدِّل ويُغَيِّر وَيَزيد
ويُنَقِّص."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق