رئيس مدرسة الحكمة هاي سكول الأب كبريال تابت |
إخوتي الكهنة
أفرادَ الهيئتين الإداريّة والتربويّة
أرحّب بكم متمنيًّا أن تكونوا قد أمضيتم عطلةَ صيف مريحة، وأرحّب بشكل خاصّ بالمدراء والمعلّمين والموظّفين الجدّد، داعيًا الجميع
إلى التعاون في سبيل مصلحة التلاميذ الذين نحمِلُ مسؤوليّةَ تربيتهم وتعليمهم.
تبدأ هذه السنة الدراسيّة وسط مخاوفَ جديّة تهدّد المصير وتجعلنا نتساءل عن أهميّة عملنا التربويّ، في ظلّ وضع أمنيّ دقيق،
وحالة اجتماعيّة مضطربة. من دون أن ننسى وضعكم كمعلّمين، جعلتْكم الظروف، مع
التلاميذ في طبيعة الحال، بين مطرقة نقابة المعلّمين وسندان وزارة التربية،
فكانت النتيجة إفادات توحي للتلامذة بأنّ التعلّم بات لعبة والشهادة صارت
مضمونة.
لكنّي أرغب في أن ندعوَ أنفسنا إلى التفكير في أنّنا لا
نربّي من أجل بقعة جغرافيّة، لم تتّسعْ يومًا لأحلام اللبنانيّين وطموحهم، ولا
من أجل مرحلة آنية ستنتهي مهما طالت، ولا من أجل شهادة ينتهي الطموح عندها. ولو
كان الأمر هكذا لما كنّا اليوم حيث نحن بعد حرب تنهي هذه السنة عامها
الأربعين.
أتمنّى أن تحمل لنا الأيّام المقبلة الأمان والسلام،
وأن نعمل معًا، كلّ في موقعه ووظيفته، لجعل المدرسة مكانًا ينسى فيه تلامذتنا
العنف والتعصّب ومشاهد الدمار والقتل. لذلك علينا بداية أن نؤمِنَ بأنّ شعار "بالأخضر ننمو"، الذي أعلناه عنوانًا لهذه السنة، دعوة جديّة لتجديد
أفكارنا وطريقة عملنا، وأن ننفضَ عنّا اليباسَ والرتابة والملل، لنعلّمَ تلامذتنا
أنّ بلادنا منذ أسطورة طائر الفينيق وأدونيس وصولًا إلى المسيح تعرف أنّ الربيع
يحمل وعد القيامة من الموت مهما طالت طريق الجلجلة. هذا إيماننا، وهذا دورنا
كمدرسة، وهذه رسالتنا في هذا الشرق.
سنة جديدة مثمرة أتمنّاها للجميع. وشكرًا لكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق