سياسة قسم اللغة العربيّة

الجمعة، 14 فبراير 2020

عولمة الأمراض (2003) - ماري القصّيفي



عولمة الأمراض
صحيفة النهار – الاثنين 5 أيّار 2003
       ها العولمة تحاول الانتشار بين البلدان كالأمراض المميتة، وها القرية الكونيّة تخضع للحَجر الصحيّ، ويقبع فيها المرضى منتظرين الموت أو الشفاء العجائبيّ.
       أرادوا إزالة الحواجز بين الأمم، فاجتاحتِ الأممَ موجاتٌ من الأمراض الخبيثة؛ وأرادوا هدم الحدود بين الحضارات وتذويبها في حضارة كونيّة أحّاديّة الرؤية واللغة، فانطلقت الأوبئة المميتة من عالم الحيوان إلى عالم الإنسان، وساهمت وسائل الاتّصال الحديثة، العاجزة عن التواصل، في تنقّلها بين مختلف قارات الأرض.
       من المستحيل اليوم أن يُحصر الوباء، أيّ وباء، في منطقة معزولة، لأنّ السرعة التي افتخر الإنسان بالوصول إلى عصرها، هي نفسها التي تنقل مرضًا فتّاكًا من مكان إلى آخر، من دون رادع أو ضابط، ولأنّ السهولة التي ينتقل فيها الإنسان من مكان إلى آخر تتيح للميكروبات والفيروسات إمكان التجوّل من بيت إلى بيت، ومن قارّة إلى قارّة، ومن الأرض إلى الكواكب والنجوم.
       تعرّضت الإنسانيّة في مختلف العصور لأنواع من الأمراض والأوبئة، راح ضحيّتها ملايين البشر. وكان الإنسان يرغب خلالها في الوصول إلى زمنٍ يقضي فيه العِلم على المرض، ويضع حدًّا لانتشاره. لكنّ النظام العالميّ الجديد الذي نخضع لشروطه يفضّل أن يخترع الداء لا الدواء، وأن يصدّر الوباء لا اللقاح، وأن ينشر الجيوش لا الأطبّاء، وأن تكون موازنات وزارات الدفاع أكبر بكثير من تلك المخصّصة للاستشفاء والتربية.
       إزالة الحدود هي التي جعلت الصغار يشاهدون عبر وسائل الإعلام ما يراه الكبار،
وجعلت المراهقين عجزة سئموا "تكاليف الحياة" ولمّا يصلوا إلى مرحلة الشباب،
وجعلت الإعلاميّين يفهمون في كلّ الأمور أكثر من الخبراء المتخصّصين،
والكلاب والهررة تقيم في غرف لا يستطيع كثير من الأطفال الحصول على بعض رفاهها وأناقتها ودفئها،
والرجال بنعومة النساء، والنساء بخشونة الرجال،
والتلاميذ زبائن مقتنعون بأنّهم على حقّ مهما فعلوا،
والمربّون من أصحاب العصمة،
والمجرمون في مراكز القرار،
والأبرياء في غياهب السجون،
وحاملو الشهادات المزوّرة من أرباب الثقافة...
في عصر العولمة وضياع الهويّات وسرعة الحركة، صار كلٌّ منّا كلَّ شيء وكلَّ أحد إلّا نفسه.


الجمعة، 31 يناير 2020

عبيرُ الحالةِ الشعْرية.. تيسير حيدر




أتكونُ أحْرفُ الأبجديةِ نوتاتٌ تتَوالى لتزْهرَ في الرّوح ؟!
في نصوصِ قصيدةِ النّثرِ حرف يتكرّرُ بفَن كأنهُ نوتةٌ أو نحلةٌ مُحملةٌ بالرّحيق
بيانو يُمتعُ القلب، 
أحرفٌ كأنّها هَضباتٌ في مَجرى نَهر الشِعر المُسْتعرِ عَزْفًا
لكُلِّ نص حَرفٌ أو أحرفٌ تَتوزّع، هي زهرتُها، روحُها، رحيقُها، عبيرُ حالتِها الشعْرية!

فتنة الألوان - محسن إدمون يمّين

الصورة بعدسة الكاتب

الألوان بخلاف البشر تحتاج إلى الشّمس الساطعة لتستيقظ من غفوتها، وتنفض عن نفسها ثقل النوم. بينما نحن لا يحول إحتجاب الشّمس الطالعة خلف طبقات الغيوم دون نهوضنا من أَسِرَّتِنا، وركضنا وراء عقارب السّاعة، ومضيِّنا في سبيلنا وراء شواغل نهاراتنا.
فانعكاسات الألوان الضوئيّة تحتاج إلى نور الشّمس لتشعّ. وإلى أن يلهو النّور معها، وبها، ويغمرها بما يصبّه عليها من شعاعاته. وأيًّا كانت الصورة التي تتجلّى بها هذه الألوان في الطبيعة فهي تزهو، وتشرق، وتبتسم، وتلتمع في إعتراضها للنور، ورميها لظلالها. وما على الصور المختطفة سوى التقاط اللّحظة المعبّرة بكامل ما تفرضه من إفتتان، ولطافة، وسحر.
والعين الموقّرة للّون، الشّغوفة به، الدائمة الانبهار بتجلّيّاته، لا تحتاج إلى الكثير من الجهد لتجده. فالألوان موجودة أينما كان، وبوفرة، لمن يوجّه إليها بصره، حتّى في عزّ الشتاء. فهي تقبع خلف كلّ انفراج في الطقس، أو كلّ هِدنة من هدنات المطر، عند كلّ عطفة طريق، على جوانب الأدراج، وخلف كلّ سياج. وسواء سلَّمْتَ مع "غوته" بأنّ "الألوان ليست حاصل تفلّق شعاع النور، بل هي حاصل تصادم وتداغم النور والعتمة"، أَوَ لم تسلّم، فإنّ عينك الناظرة لا يمكن أن تبقى محايدة، وباردة، وخالية من الشعور، والحساسيّة. وما تراه منك العين لا يمرّ دون أن يخاطب النفس. لا بل أعمق ما في النفس.
في الرّسم يتعيّن على الفنّان مزج الألوان لتأليف اللّوحات، وتشكيل الأعمال. أمّا في قلب الطبيعة، فالمصوّر لا يحتاج سوى أن يشاهد، ويشهد. لأنّ هناك من تولّى التّأليف عنه. وهناك من لوّن الأشياء وظلّلها. وما عليه هو سوى أن يقتنص التحام الشّعاع باللّون، وأن يتلمّس اللُّمع اللّونيّة، ويجعلك تلمس مدى جماليّتها الصارخة.
لذلك كلّه يساورني شعور بأنّ اللّقطات الفوتوغرافيّة النّاقلة لابتسامات الألوان أشبه بحبّات مسبحة، وأنّ الانصراف إلى أخذ مثل هذه الصور الماثلة فيها الألوان، والمغزولة من النور، أقرب ما تكون إلى الصلاة.

الأربعاء، 22 يناير 2020

لبنان في ستّينات القرن العشرين


شاهد هذا الفيلم التسجيليّ عن لبنان في ستّينات القرن العشرين، واكتب مقالة تعالج فيها ما يلي:
-  سيطرة المنحى السياحيّ وقطاع الخدمات: فنادق - مسابح - مطاعم - مصارف وصيارفة - متاجر...

- غياب مقوّمات البقاء: زراعة - معامل - جامعات - مصانع...
معبّرًا عن رأيك في ما إذا كان هذا الوضع قد ساهم (إلى جانب عوامل أخرى) في الحرب التي عصفت بلبنان في منتصف السبعينات من القرن نفسه.

هجرة وثورة





 أنطونيوس البشعلاني أوّل مهاجر لبنانيّ إلى العالم الجديد عام 1854.
طانيوس شاهين رمز ﻷوّل ثورة اجتماعيّة في تاريخ لبنان عام 1857.
اﻷوّل أجبرته الظروف على الهجرة. والثاني قرّر البقاء والثورة على الظروف التي أجبرت الأوّل على الهجرة (والثاني على الثورة).
بين أنطونيوس وطانيوس، أين تجد نفسك؟