"الوجه الآخر"، هو عنوان مجموعة مقابلات أجراها التلامذة للإضاءة على جانب من حياة معلّم أو معلّمة. هنا المقابلة الرابعة مع الأستاذ لبيب واكد، أجراها التلميذ رودي أبو جودة، لتسليط الضوء على الموسيقيّ المختبئ تحت زيّ أستاذ الرياضة.
1- متى ظهرت عندك موهبة العزف على الناي؟ وكيف تطوّرت؟
دخلت عالم الموسيقى منذ أن كنت تلميذًا في المدرسة، فقد
اخترت آلة الغيتار كي أتعلّم العزف عليها، لكن سرعان ما لاحظت أنّها ليست ما
أحبّه، فانتقلت إلى آلة البيانو، ثمّ أخيرًا إلى الناي الّتي باتت جزءًا من حياتي.
2- هل لأهلك دور في تعزيز هذه الموهبة عندك؟
لم يكن لأهلي أيّ دور في تعزيز هذه الموهبة عندي، فقد
نشأت في مدرسة داخليّة بسبب ظروف الحرب الّتي عصفت بلبنان. وبالتالي لم يهتمّ أهلي
بموضوع تشجيعي على دخول معترك الموسيقى لأنّهم يعتبرون أنّ لا مستقبل لأي شخص
يمتهن فنّ الموسيقى في لبنان بسبب الظروف الاقتصاديّة الصعبة، وتردّي الأحوال
المعيشيّة.
3- من هو عازف الناي الّذي تعتبره الأكثر براعةً في
لبنان؟ وما يميّزه عن غيره من الفنّانين؟
في رأيي، إنّ المطران بولس روحانا كان الأكثر براعةً في
العزف على آلة الناي، وكان أستاذي. وما يميّزه عن غيره هو إحساسه المرهف أثناء
العزف.
4- ما هي مميّزات هذه الآلة؟
تعتبر هذه الآلة من الآلات الأساسيّة في الموسيقى
العربيّة، يعود استخدام هذه الآلة إلى آلاف السنين ما يكسبها لقب أوّل آلة نفخيّة
عرفت في تاريخ الموسيقى بجدارة. تجسّد هذه الآلة المشاعر الإنسانيّة كالحزن والفرح
وغيرهما بأسمى صورة.
5- كيف تجمع بين الرياضة والعزف على الناي؟
أنا أحبّ الرياضة منذ صغري، ولكن بسبب الحرب عملت في
مجال الموسيقى لتأمين معيشتي. وقد عزفت أمام كثير من الأساطير في عالم الغناء
كالفنّان الراحل ملحم بركات، منى مرعشلي، ربيع الخولي، ووجورج وسّوف. كذلك اشتركت
في أنشطةٍ في الكنائس من خلال تأسيسي فرقة مرنّمين تقدّم أروع التراتيل خلال
القداديس والريسيتالات الدينيّة. أمّا اليوم وبعد مرور خمس وعشرين سنةً عدت على
تعليم مادّة الرياضة في المدارس والجامعات باتت هواية العزف على الناي مقتصرة على
المناسبات العائليّة فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق