أعطني النايَ وغنِّ .. فالغنا سرُّ الوجودْ
وأنينُ النايِ يبقى .. بعد أن يَفنى* الوجودْ
هل تَخَذتَ الغابَ مثلي .. منزلاً دونَ القصورْ
فتتبّعتَ السواقي .. وتسلّقتَ الصخورْ
هل تحمّمتَ بعِطرٍ .. وتنشّفْتَ بنورْ
وشَرِبْتَ الفجرَ خمرًا .. في كؤوسٍ من أَثيرْ *
أعطني النايَ وغنِّ .. فالغِنا سرُّ الوجودْ
وأنينُ النايِ يبقى .. بعد أن يَفنى الوجودْ
هل جلستَ العصرَ مِثلي .. بين جَفْناتِ العِنَبْ
والعناقيدُ تدلَّتْ .. كَثُريّاتِ* الذهَبْ
هل فرشتَ العُشْبَ ليلًا .. وتَلَحّفتَ* الفضا
زاهدًا* في ما سيأتي .. ناسياً ما قد مضى
أعطني النايَ وغنِّ .. فالغنا عدلُ القلوبْ
وأنينُ النايِ يبقى .. بعد أن تَفنى الذنوبْ
أعطني النايَ وغنِّ .. وانْسَ داءً* ودواءْ
إنّما الناسُ سطورٌ .. كُتبتْ لكنْ بماءْ
فنِي الشَّيءُ : باد وانتهى وجوده
أثير : عند الأقدمين : سائل لطيف يملأ الفضاء الممتد وراء جوّ الأرض
ثُرَيَّا : وحدة من مجموعة من المصابيح الكهربائية تُعَلّق في المنازل وغيرها .
تَلَحَّفَ الرَّجُلُ : اِتَّخَذَ لِنَفْسِهِ لِحافًا
الزاهدُ : العابد الراغب عن الدُّنيا المنصرف إلى الآخرة
الدَّاءُ : المرضُ ظاهِرًا أو باطنًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق