سياسة قسم اللغة العربيّة

الخميس، 24 مايو 2018

لبنانُ محاصرٌ في نفاياتِهِ ... وَالدولةُ ” فالج لا تعالج ” !!



لبنانُ محاصرٌ في نفاياتِهِ ... وَالدولةُ ” فالج لا تعالج !!
موضوعُ النفاياتِ في لبنانَ إلى الواجهةِ، في ظلِّ اللاحلولِ على مرِّ العهودِ، حيثُ يبقى لبنانُ عاجزًا عنْ مُعالجةِ نفاياتِهِ، وَبكلِّ أسفٍ، بينَما الدولُ الأخرى قدْ تجاوزَتْ هذِهِ المشكلةَ منذُ سنواتٍ؛ أمّا نحنُ، فَما زلْنا متقاعِسينَ1، نظرًا لتسييسِ هذا الملفِّ بدلَ منْ إبعادِهِ عنِ السياسيةِ. وَبدأَتِ اللجانُ النيابيّةُ المشتركةُ مناقشةَ مشروعِ قانونٍ متعلّقٍ بِالإدارةِ المُتكاملةِ لِلنفاياتِ الصلبةِ، بعدَ مرورِ أكثرِ منْ ٢٠ شهرًا على إحالَتِهِ2 إلى مجلسِ النوّابِ. قدْ ينتظرُ القانونُ ٢٠ شهرًا آخرَ قبلَ أنْ يُصبِحَ نافِذًا3، لكنَّ ذلِكَ لنْ يُغيِّرَ الكثيرَ في مسارِ الإدارةِ الفعليَّةِ لِلنفاياتِ التي تَطْرحُ الخططَ المكلفةَ وَالخياليّةَ لِلإبقاءِ على الاحتكارِ4.
نعمْ! أعرفُ لبنانَ منْ نفاياتِهِ المتعدّدَةِ الأشكالِ التي رسمَتْ على خريطةِ الـ10452 كلم2 لِتَجدَها موزّعةً عشوائيًّا في المكبّاتِ المُتنقّلةِ منْ طرابلسَ إلى بيروتَ وَصيدا وَصورَ حيثُ ينتجُ أربعةُ آلافِ طنٍّ منَ النفاياتِ المنزليّةِ يوميًّا أيْ ما يعادلُ خمسةَ آلافِ مترٍ مكعّبٍ فيما تفرزُ بيروتُ وحدَها ثلثَ هذِهِ الكميّةِ لِيصلَ معدّلُ إنتاجِ الفردِ منَ النفاياتِ بيْنَ 750 و1000 غرامٍ يوميًّا، إذْ تشكّلُ الموادُّ العضويّةُ النسبةَ الأعلى منَ النفاياتِ في لبنانَ، بِما يُعادلُ 51 % منْ إجماليِّ النفاياتِ... فَضْلًا عنْ بعضِ النفاياتِ التي تُصنَّفُ خطرةً مثلَ البطاريّاتِ وَالأدويةِ وَالدهاناتِ وَعبواتِ موادِّ التنظيفِ وَالتي تُرمى في المكبّاتِ العشوائيّةِ، وَفي مناطقَ عدّةٍ في لبنانَ لِتلوِّثَ الأرضَ وَالتربةَ وَالمياهَ الجوفيّةَ وَكذلِكَ الأجواءَ عندَ إحراقِها. وَلكنْ متى أُخذَ هذا الملفُّ بِجدّيّةٍ بدلًا منْ "كثرةِ الحكي" وَالوعودِ؟
إنَّ مشكلةَ النفاياتِ لمْ تعدْ تُحتملُ.. فَصحيحٌ أنَّها ليسَتْ فقطْ لبنانيّةً، بلْ متفشّيةٌ في كلِّ العالمِ، وَهِيَ تتفاقمُ نتيجةَ تكاثرِ عددِ السكّانِ وَتكاثرِ المشترياتِ، إلّا أنَّها تبقى المشكلةَ الأكبرَ في لبنانَ بِسببِ التراكماتِ المتبقّيةِ بدونِ معالجةٍ منذُ زمنِ الحربِ. فَفي العالمِ، لا يوجدُ شيءٌ اليومَ اسمُهُ مساحاتٌ مفتوحةٌ لِرميِ النفاياتِ، وَبعضُ الدولِ تعتمدُ نظامَ الطمرِ في معالجتِها لِلنفاياتِ كما هيَ الحالُ في لبنانَ. كما وَإنَّ تقنيةَ الطمرِ، إستراتيجيّةٌ غيرُ متطوّرةٍ لِمعالجةِ النفاياتِ الصلبةِ، خاصّةً وَأنَّ لبنانَ لا يصلحُ لِقيامِ المطامرِ على أرضِهِ بِسببِ طبيعتِهِ الجغرافيّةِ غيرِ المسطّحةِ، وَأنَّ البقاعَ5 اللبنانيَّ المسطّحَ يبقى غيرَ صالحٍ لِتعذُّرِ حمايةِ المياهِ الجوفيّةِ منْ أيِّ تلوُّثٍ محتملٍ ناتجٍ عنِ المطامرِ. أمّا بِالنسبةِ إلى إدارةِ النفاياتِ، فَهيَ تبدأُ منَ المنزلِ بِالتوفيرِ في استخدامِ كلِّ الموادِّ التي تشكّلُ مادّةً أساسيّةً لِلنفاياتِ مثلَ أكياسِ البلاستيكِ التي باتَتْ غيرَ معتمدةٍ في التسوّقِ في أوروبا وَتنتقلُ المعالجةُ إلى الفرزِ وَالتدويرِ. أمّا المرحلةُ الأخيرةُ وَالأكثرُ تطوّرًا في إدارةِ النفاياتِ، فَتكمنُ في اعتمادِ تقنيّةِ الحرقِ التي منْ شأنِها القضاءُ على النفاياتِ وَتخميرِ إنتاجِها لِجهةِ استخدامِ الرمادِ الصادرِ عنِ الحرقِ كَاسمنتٍ، إضافةً إلى توليدِ الطاقةِ الكهربائيّةِ جرّاءَ الحرارةِ المتأتّيةِ عنِ الحرقِ.
في هذا الإطارِ، سعَتْ وزارةُ الدولةِ لِشؤونِ التنميةِ الإداريّةِ إلى المساهمةِ في تحسينِ إدارةِ ملفِّ النفاياتِ الصلبةِ في القرى وَالمدنِ النائيةِ. وَذلِكَ بِتمويلٍ منَ الإتّحادِ الأوروبيِّ لِبناءِ عدّةِ معاملَ لِفرزِ النفاياتِ المنزليّةِ الصلبةِ، بِالإضافةِ إلى إنشاءِ مركزٍ لِتعقيمِ النفاياتِ الطبّيّةِ. كما وُزِّعَتْ آليّاتٌ مختصَّةٌ وَمستوعباتٌ منْ أجلِ تحسينِ عمليّةِ جمعِ النفاياتِ وَنقلِها ضمنَ الإطارِ القانونيِّ لإدارةِ النفاياتِ المنزليّةِ الصلبةِ. وَعندَما حاولَتِ الدولةُ الالتزامَ بِالخطّةِ، دخلَتْ في الثلّاجةِ، خصوصًا بعدَما أحاطَ بِها الفشلُ في مطمرِ الناعمةِ الذي لمْ يخدمْ عشرُ سنواتٍ حتّى امتلأ. وفي مُوازاةِ ذلِكَ، طُرِحَتْ خطّةٌ منْ نوعٍ آخرَ، بِانشاءِ عشرةِ مطامرَ في المناطقِ وَتمويلِها منَ البنكِ الدوليِّ، إلّا أنَّ المعارضةَ البيئيّةَ وقفَتْ تجاهَ هذا الأسطولِ6 غيرِ البيئيِّ لأنَّهُ يجعلُ منْ مناطِقِنا أشبهَ بِقنابلَ موقوتَةٍ.
سوزان برباري – صيدا أونلاين – بتصرّف

1- مُتقاعِسينَ: مُتَكاسِلينَ.
2- إحالَتِهِ: تَسليمِهِ.
3- نافِذًا: مطبّقًا.
4- الاحتكار: انفرد بالتصرّف فيها.
5- البقاعَ: الأراضي.
6- الأسطولِ: مجموعة من السفن تُعَدّ للحرب أو للنقل.

 ***************************************************************

ترتيبُ المسابقةِ وَالكتابةُ بِخطٍّ واضحٍ وَمقروءٍ. (1)

أوّلًا: في الفهم وَالتحليل: (ستّ عشرة علامة)

1- أدرسْ حاشيةَ النصِّ محدّدًا وظيفتَها. (3)
العنوان: لبنانُ محاصرٌ في نفاياتِهِ ... وَالدولةُ ” فالج لا تعالج !! (0.5) - المصدر: صيدا أونلاين (0.5)- صاحب النصّ: سوزان برباري (0.5) – تمّ شرح بعض المفردات الصعبة (0.5) - بتصرّف أي خضع النصّ للتعديل (0.5) - الوظيفة: تسليط الضوء على النصّ بهدف تسهيل فهمه (0.5)  
2- ما النمطُ المُسَيطِرُ على الفقرةِ الثانيةِ من النصّ؟ إدعمْ إجابَتَكَ بمؤشّرَينِ مدعّمَينِ بِشواهدَ نصّيّةٍ. (4)
النمط تفسيريّ (1) - أعطى التلميذ مؤشّرين( 0.5 لكلّ مؤشّر) - مدعّمين بشواهد نصّيّة (علامة لشواهد كلّ مؤشّر)
3- ما وظيفةُ الكلامِ في الفقرةِ الأولى منَ النصِّ؟ إدعمْ جوابَكَ بِشواهدَ نصّيّةٍ. (2)
وظيفة الكلام تفسيريّة تثقيفيّة (1) - دعم الإجابة بشواهد نصّيّة (1)
4- من خلالِ هذا النصِّ، أجبْ بِأربعةِ أسطرٍ، ما الحلُّ الأمثلُ بنظرِكَ في موضوعِ النفايات؟ (4)
الإجابة حرّة شرط الصياغة الصحيحة والكتابة الملائمة لقواعد اللغة والإملاء.
5- أضبطْ أواخرَ الكلماتِ في الفقرةِ الآتية: (3)
فَفي العالمِ، لا يوجدُ شيءٌ اليومَ اسمُهُ مساحاتٌ مفتوحةٌ لِرميِ النفاياتِ، وَبعضُ الدولِ تعتمدُ نظامَ الطمرِ في معالجتِها لِلنفاياتِ كما هيَ الحالُ في لبنانَ. كما وَإنَّ تقنيةَ الطمرِ، إستراتيجيّةٌ غيرُ متطوّرةٍ لِمعالجةِ النفاياتِ الصلبةِ.
تُحسم نصف علامة لكلّ خطأ = 6 أخطاء صفر


ثانيًا: في الثقافة الأدبيّة العالميّة: (ثلاث علامات)
الليلُ حالِكٌ، وَنَوْمُكَ في صَمْتِ روحي نَومٌ عميقٌ. أَفِقْ يا ألمَ الحُبِّ؛ لأنّي لا أعلَمُ كيفَ أشُقُّ البابَ مَتى كُنْتُ واقِفًا في الخارِجِ.
وَإنَّ الساعاتِ خاشِعَةٌ، والنجومَ في سَمَرٍ، والريحَ هادئةٌ، وَالصمْتَ عميقٌ في قَرارةِ نَفسي.
أَفِقْ، أيّها الحبُّ، أَفِقْ! وَاملأْ كأسي الفارغةَ، وَتَعالَ وَعكِّرْ سكينَةَ الليْلِ بِنَغَمٍ مِنْ ألحانِكَ.
جنى الثمار - 24
حلِّلْ هذِهِ المقطوعةَ شارِحًا رُموزَها.
إنّ طاغور في زمانٍ وَمكانٍ مُلائمَيْنِ لِيَستقبلَ الحبَّ وَألمَهُ، وَلِيَمْلأَ كأسَهُ الفارغةَ (الليلُ حالِكٌ - الساعاتِ خاشِعَةٌ - النجومَ في سَمَرٍ...).
لكنَّ هذا الحبَّ بِألمِهِ هوَ مدخلٌ إلى الذاتِ، إلى عمقِ الوجودِ، إلى "ألحانِكَ". فَبِألمِ الحبِّ يَستطيعُ أنْ يَشُقَّ البابَ إلى الذاتِ فإلى الله (لا أعلَمُ كيفَ أشُقُّ البابَ مَتى كُنْتُ واقِفًا في الخارِجِ). فالألمُ حقٌّ وَمفتاحٌ لاكتشافِ الوجودِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق