سياسة قسم اللغة العربيّة

السبت، 24 فبراير 2018

امتحان للصفّّ الثانويّ الثالث - علوم عامّة وعلوم الحياة

تشرنوبيل


الغذاء والتَّلوث الشُّعاعيّ   

1- إنَّ انفجارَ المفاعِلِ النَّوويِّ في مدينةِ تشرنوبيل الرُّوسيّةِ في 26/4/1986 قدْ فجَّرَ مشكلةَ التَّلوّثِ الإشعاغيّ للموادِّ الغذائيَّة، الّتي اتَّسعَتْ خسائرُ البشريّةِ بسببِها بحبِ اتّساع المِساحاتِ الأرضيَّةِ الّتي تعرَّضَتْ للإسقاطِ الإشعاعيِّ المُباشرِ نتيجةَ ذلك الانفجار.
2- ويتمثّلُ خطرُ هذا الانفجارِ في ما أصابَ الأراضيَ الزِّراعيّة، والأشجارَ المُثْمِرة، والحيواناتِ الحَيّةَ المُنْتِجَةَ للألبانِ واللّحومِ منْ خسائر، حيث تحوَّلَتْ كلُّها إلى مصدرٍ إشعاعيٍّ في ذاتِها لمُدَّةٍ تصلُ إلى نصفِ العمرِ الافتراضيِّ للموادِّ المُشِعَّة، الّذي يُقَدَّرُ علميًّا بثلاثينَ عامًا، ما يعني أنَّ نتاجَها سيكونُ ملوَّثًا إشعاعيًّا ومصدرًا لهذا التَّلوُّثِ طوالَ هذه المُدَّةِ من عمرِ الإنسان، معَ افتراضِ عدمِ وجودِ مصادرَ جديدةٍ أو مُسْتَمِرَّةٍ للتَّلوّثِ الإشعاعيِّ في العالم، وهو افتراضٌ لا يستَنِدُ إلى غيرِ الآمالِ الاحتماليَّةِ المَرْجُوّةِ الّتي تختلجُ بها نفوسُ البشر، حيثُ تُعَدُّ التَّجاربُ النّوويّةُ الّتي تُجْريها أعدادٌ كبيرةٌ من دولِ العالمِ مَصدرًا مُسْتمرًّا للثَّلوثِ الإشعاعيّ، كما هي الحالُ في تجاربِ الهندِ وباكستانَ وأميركا وفرنسا، عِلاوةً على الحوادثِ النّوويَّةِ المُعْلَنةِ وغيرِ المُعْلَنةِ الّتي يُغلّفونَها بِرُكامِ الكِتْمان.
3- غيرَ أنَّهُ تبقى ثمَّةَ جوانبُ غيرُ مُظلِمَةٍ تتمثّلُ في وجودِ مساحاتٍ في العالمِ بصقةٍ عامّة، وفي الدُّولِ العربيّةِ بصفةٍ خاصّة، لم تتعرّضْ لإسقاطِ المُباشرِ ومن ثَمَّ خلَتْ مُنْتَجَاتُها من هذا التَّلوث، وإنْ أصابَتْها عوارضُ أخرى لا تقلُّ خطورةً عنِ التّلوّثِ الإشعاعيّ، انتقلَتْ منها إلى الإنسانِ كما هي الحالُ في مرضِ جنونِ البقر، الّذي أرجعَ العلماءُ أسبابَه المُباشرةَ إلى نوعِ الغذاءِ الّذي تناولَتْه تلك الأبقار. وفي مُنْتَجاتِ تلكَ البلادِ النَّظيفةِ إشعاعيًّا – إنْ كانَت حقيقةً كذلك – تنعقدُ آمالُ البشريّةِ على غذاءٍ غيرِ ملوَّثٍ إشعاغيًّا يكفي لسدِّ حاجاتِ الإنسانِ منَ التَّغذيةِ السَّليمةِ الّتي هي أساسُ التَّنميةِ البشريّة.
4- ويمكنُ تقسيمُ البلادِ الّتي لم تتلوثْ إشعاعيًّا من وجهة النَّظرِ الغذائيّةِ إلى قسمَيْن:
أ_ بلادٌ لا تكتفي ذاتيًّا بإنتاجِها الغذائيّ، وتعتمدُ في غذائِها على الاستيراد، وتحوّلت بطون شعوبها إلى مدافن للنّفايات الإشعاعيّة، وتحت سمع وبصر من سُلطاتها، إعمالا لمعادلة بسيطة جدًا مؤدّاها أنّ الموت بسبب التّلوّث الإشعاعيّ أبطأ بكثير من الموت جوعا، وهذا دليل على أنّ الكثيرين من مُسْتَورِدي الغذاء في العالم الثّالث لا يتَّخِذون قرارهم خوفًا من حساب الآخرة، بلْ يستمدّونه من حساب البنوكِ ومن منظورِ الأرباحِ والخسائر. وما دامَ الغذاءُ ملوَّثًا فلن يُنْتِجَ جسمًا سليمًا، ولا عقلًا سليمًا، ما يعوقُ التَّنميةَ البشريَّة.
ب_ بلادٌ تكتفي بما تُنْتِجُه من موادَّ غذائيّة، وهي قليلةٌ جدًا. وتندرجُ بلادُنا العربيّةُ في النّوعِ الأوّلِ للأسفِ الشَّديد. ولمّا كانَ الأمرُ كذلك، فإنَّ حمايةَ الموادِّ الغذائيّةِ الّتي يتناولُها الإنسانُ العربيُّ صارَت فريضةً واجبةً على  الحاكمِ والمحكومِ معًا. وأصبحَ من واجبِ الإنسانِ أنْ ينقّيَ البيئةَ حولَه منَ الخطرِ وأن يقيَ نفسَه  منَ الغذاءِ الملوَّثِ إشعاعيًّا خصوصًا أنّه منَ المُتَدَاوَلِ علميًّا، بصورةٍ تكادُ تكونُ مؤكَّدة، أنَّ البشريّةَ صارَتْ قابَ قوسَيْنِ أو أدنى منْ غَزْوٍ إشعاعيّ، أو ما يُطلِقُ عليه علماءُ الطّاقةِ الذّرِّيَّةِ حديثًا الشِّتاءَ الإشعاعيّ، معَ ظهورِ علمٍ مُقابِلٍ حديثٍ يُسمَّى بعلمِ الأمانِ النّوويّ.
5- إنَّ الدُّولَ والهيئاتِ العالميّةَ  مَدْعُوَّةٌ إلى التَّعاونِ في مُجابَهَةِ هذا الماردِ كَيْلا يلتهمَ حضارةَ الإنسانِ بل الإنسانَ نفسَه. إذْ لن يستحيلَ على العقلِ البشريِّ أن يُسَيْطِرَ على حركةِ التَّلوثِ الإشعاعيِّ كما سيطرَ على غيرِها منْ قبل. ولن يمضيَ هذا القرن، قبلَ أن يَفْرَغَ العالم، من حولِنا، من كَبْحِ جِمَاحِ الماردِ الَّذي أطلَّ من قُمْقُمِه لترويضِه باستخدامِه في أعمالِ التَّعمير، أو بجعلِه تِرياقًا يُقاومُ الإشعاعَ بالإشعاع.
                                                        خيري أحمد الكبَاش، "مقارنة بين الواقع والمأمول"
                                دراسة منشورة في مجلّة عالم الفكر – أيلول 2002 – الكويت (بتصرف)
في القراءة والتحليل
1- قَدَّمْ للنّصِّ باستخلاصِ أربعِ دلالاتٍ من حواشيه.
2- عَيِّنِ الحقلَ المعجميَّ البارزَ في الفِقْرَتَيْنِ الأولى والثَّانيةِ منَ النَّصّ، وارصدْ أبرزَ عناصرِه، ثُمَّ بَيِّنِ القضيَّةَ الّتي يطرحُها الكاتبُ من خلالِه.
3- لخِّصِ الفِقْرةَ الثَّالثةَ في حدودِ الثُّلث، مراعيًا أصولَ التَّلخيص.
4-اضبطْ أَواخرَ الكلماتِ في ما يأْتي منَ الفِقْرة الرَّابعة:
        "وتحوَّلت بطون شعوبها... حساب الآخر’".    (لا يُعَدُّ الضَّميرُ آخرَ الكلمة).
5- في الفِقْرِة الرّابعةِ انتقادٌ لواقع، ودعوةٌ إِلى إصلاحِه، واستشرافٌ للمستقبل. وضّحْ ذلكْ ذلك بإيجاز.
6- إلامَ خَلَصَ الكاتبُ في الفِقْرِةِ الخامسة؟ أَجِبْ مُبْدِيًا رأيَك.
7- وَضِّحْ، في سياقِ النَّصّ، وظيفةَ كلٍّ منَ الرّوابطِ المُشارِ إليها بخطّ. (قد-كما-غيرَ-أَنَّه-أو).
8- عرِّفْ نوعَ النَّصّ، وأَكِّدْ إجابتَك بثلاثِ سماتٍ متوافرةٍ فيه ومعزَّزةٍ بالشّواهد.

هناك تعليقان (2):

  1. حل اسئله درس التلوث الاشعاعي

    ردحذف
  2. اريد حل هذه الاسئلة لو سمحتم اين اجد الحل؟

    ردحذف