الأدب وقضايا المجتمع المعاصر
نهض الأدب العربيّ بعد انحطاط،
وتجدّدت اللغة العربيّة على أيدي اللبنانيّين والمصريّين؛ امتدّت النهضة من أواسط
القرن التاسع عشر حتّى أواخر الثلث الأوّل من القرن العشرين، ثمّ تلتها نهضة ثانية
ما زالت مستمرّة حتّى يومنا هذا.
وقد رافق النهوض الأدبيّ
التطوّر الاجتماعيّ والعلميّ والفكريّ بشكل عامّ. وهذا الأمر كان نتيجة الاحتكاك
بين الشرق والغرب، ما ولّد ثقافة جديدة، ومفهومًا جديدًا للأدب، فنشأ فيه مذهبان:
- مذهب الفنّ
للفنّ، هدفه الزخرفة الفنّيّة بغضّ النظر عن المضمون.
- مذهب الفنّ
للحياة، هدفه معالجة القضايا الحياتيّة والاجتماعيّة.
ساهمت الثورة الفرنسيّة، وبعدها شرعة حقوق الإنسان،
إضافة إلى العديد من الحركات الثقافيّة التربويّة والسياسيّة، كلّها ساهمت في جعل
الأدب يتطلّع إلى المجتمع وقضاياه، فعكس ثورة على الظلم ومطالبة بالحرّيّة، ورفضًا
للطائفيّة، ودعوة إلى بناء الأوطان على أسس المساواة والعدالة والإيخاء والحرّيّة
التي لا يقيّده سوى مبدأ إحترام حرّيّة الآخر.
من أهمّ القضايا الاجتماعيّة التي شغلت الأدب: التفاوت
الاجتماعيّ والطبقيّ، البطالة، التشرّد، تحرير المرأة، محو الأمّيّة، الاهتمام
بشؤون الشباب ومعالجة مشاكلهم المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق