سياسة قسم اللغة العربيّة

الخميس، 25 يناير 2018

الشعر والنثر - نصّ للصفوف الثانويّة

سمير عطاالله

1- هل أحبُّ الشعر؟ لم أحببْ شيئًا مثلما شغفْتُ به. هل أحبُّ النّثر؟ لم يأخذْ من عمري شيءٌ مثلما أخذ، ولم يعطِني شيءٌ مثلما أعطاني. هل أحبُّ الرّياضيّاتِ والفيزياءَ والكيمياء؟ إلى الآن لا أعرفُ جدولَ الضّرب. ولا أعرفُ عن نظريّةِ النّسبيّة سوى اسمِ صاحبِها. لكنّني أعرفُ الأشياءَ الأكثرَ بساطةً التي يُفترَضُ بجميعِ البشرِ تعلُّمُها. وهي أنّ الشعرَ الجميلَ والنّثرَ الأصيلَ وابنَ الأثير لا يبنون منزلًا واحدًا ولا يصنعون جناحَ طائرةٍ ولا يخترعون علاجًا واحدًا.
2- والعالمُ في حاجةٍ إلى أن يعيشَ، وأن يتقدَّمَ، وأن يستمرّ. وهو يعيشُ حياةً أعمقَ وأجملَ وأثرى مع الشعرِ ومع نثرِ الرّوائيّين الرّوس، ومع الفلسفةِ الألمانيّةِ، ومع الفكرِ الفرنسيِّ، ومع الحكمةِ الصّينيّةِ ومع المسرحِ الأميركيّ. لكنّ حركَتهُ سوف تتعطَّلُ وتتباطأُ، وزراعتَهُ سوف تجدبُ، وعقاقيرَهُ لن تُخترَعَ من دونِ هندسةٍ مَدنيّةٍ وكهربائيّةٍ وزراعيّةٍ وكيميائيّة.
3-إنّنا نعظِّمُ الشعراءَ والأدباءَ والمفكّرين الّذين صمَدَتْ أعمالُهم عبر الزّمن. وأنا تهزُّ مشاعري قصيدةٌ من أحمد شوقي، ولا أفهمُ معاني اكتشافِ جبالٍ جليديّةٍ على الكوكبِ بلوتو. ولكنّ من دونِ اختراعِ الحبرِ والورقِ والطّباعةِ ووسائلِ النّقل، ربّما لم يصلْني من شوقي شيء. الأدبُ والأفكارُ في حاجةٍ هي أيضًا إلى وسائلَ تنقلُها وتنشرُها وتحفظُها عبرَ الزّمن.
4- أصيبَ أحدُ رؤساءِ الحكومةِ بقلَّةِ السّمعِ وخفضِ النّظرِ في سنواتِهِ الأخيرة. وكان من عشّاقِ شوقي وحفّاظِه. وفي لقائِنا الأسبوعيّ كان يتلو من شوقي سواءٌ حضرَتِ المناسبةُ أو لم تستدعِ الحبكة. وسألتُهُ ذاتَ مرّةٍ كيف يحفظُ إلى الآن كلَّ تلك القصائد؟ فقال، يشيرُ إلى نظّارتَيه وسمّاعتَيه: لولا هذه، لكنْتُ الآن نصفَ ما أنا، وربّما أقلّ.
5- لا يتناقص الشعر والنّثر والفكر مع صناعة الحياة، فألمانيا لا تزال تُنْشِد شعر غوته، لكنَّها تصنع أفضل الأدوية والسيّارات والقطارات، وتولِّد الطّاقة من الهواء الضّائع في الهواء.

                           سمير عطالله-صحيفة الشرق الأوسط-28 أيلول 2015- بتصرف

***
أحمد شوقي: هو أميرُ الشعراء، شاعرٌ مصريٌّ يعدُّ أبرزَ شعراء عصره
غوتهGoethe 1749 -1832: هو أحدُ أشهرِ أدباءِ ألمانيا المتميّزين، والذين تركَ إرثًا أدبيًّا وثقافيًّا ضخمًا للمكتبةِ الألمانيّةِ، وكان له بالغُ الأثرِ في الحياةِ الشعريةِ والأدبيّةِ والفلسفيّةِ.

***
1- ما الإشكاليّات التي يطرحُها الكاتبُ في الفقرةِ الأولى من النصّ؟ أعِدْ صياغتَها بأسلوبِك.
2- ما المحورَ الذي يرتبط به النّصّ لجهة مضمونه؟ سوّغ إجابتك بدليلين.
3- ما الرّابط بين ما ذكرَهُ الكاتبُ في الفقرةِ الثالثةِ ونظامِ العولمةِ القائمِ حاليًا في العالم؟
4- عرّف نوع النّصّ استنادًا إلى ثلاث سمات متوافرة فيه ومقرونة بالشرحِ والشواهد.
5- فسِّر معنى المثل الذي ذكرَهُ الكاتبُ في الفقرةِ الرّابعة، ثمّ اذكرِ الغايةَ من استخدامِه.
6- اضبط أواخر الكلمات في الفقرة الأخيرة بالحركات المناسبة. (لا يعتبرُ الضّمير آخر الكلمة)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق