سياسة قسم اللغة العربيّة

الأربعاء، 17 يناير 2018

من عصفورةٍ إلى صيّاد - الأساسيّ التاسع


من عصفورةٍ إلى صيّاد
أيُّها الصيّادُ
أكتبُ إليْكَ هذهِ الرسالةَ، لعلَّها تحرِّكُ شيئًا ما في داخلِكَ، أوْ تكونُ أغنيةَ حبٍّ معطّرةً بِنسيمِ الحقولِ وَعبقِ الأزاهير.
أيُّها الصيّادُ،
لوْ نظرْتَ حولَكَ لَوجدْتَ الجمالَ الطبيعيَّ يتدفّقُ منْ كلِّ جانبٍ، أَلا تسمعُ همساتِ الطبيعةِ الناعمةَ الّتي )تتدفّقُ( لِتتكاملَ في مشهدٍ لطيفٍ مُؤنس؟! ألا ترى بِأنَّني )أشاركُ الطبيعةَ( بِشيءٍ منْ جمالِها؟! ألا ترى بِأنَّ الكونَ يستفيقُ على ألْحاني، فَيعودُ سأمُهُ أُنسًا وصفاءً؟! ألا ترى الأطفالَ )يستمتعونَ( بِرؤيتي متنقّلةً هنا وهناك وهنالك، فَيأخذونَ شيئًا منْ طُموحي وسُمُوّي؟!
أدرْ طرْفَكَ نحوَ الحقولِ ترَني ألوّنُ الطبيعةَ بِنكهتي الخاصَّةِ، وَأسرحُ وَالنسائمَ حاملةً أشواقَ الورودِ وَأغنياتِ السنابلِ.
خذْ منّي الجمالَ الّذي أرسمُهُ في الجوِّ زقزقةً وطيرانًا وَتحليقًا فوقَ النسيمِ، وَدعْني أرسمُ عالمي الّذي يَحيا فوقَ ارتعاشِ النسيمِ. دعْني أسبِّحُ بِحَمْدِ خالقي، وَأقطفُ رِضا السماءِ! دعْني تسبيحةً لِلفجرِ وَأنشودةً لِلصباحِ، وَابتسامةً دائمةً على ثغورِ الأطفالِ!
أيُّها الصيّادُ،
ألا تثير رحمتك وشفقتك رؤيتي مدماة  بين يديك؟! ألا يحنّ قلبك لصغاري الّذين لا يجدون من يطعمهم ويدفئ عشّهم بعدي؟!
لماذا لا تعرف سوى لغة القتل والتخريب والفتك؟! ولماذا لا تحاول (أن ترى) الجمال بعرس الطبيعة، فيكتمل مشهد الجمال؟!
عصفورة

داوود مهنّا- رسائل ملوّنة

-       بتصرّف -

هناك تعليق واحد:

  1. هل يمكنكم كتابة رسالة من الصياد الى العصفورة ينكر فيها ما اتهمته العصفورة به؟؟؟

    ردحذف