أغنية المطر
أنا
خيوطٌ فضيّة تطرحُني الآلهةُ
من الأعالي فتأخذُني الطبيعةُ وتنمِّقُ بيَ الأوديةَ.
أنا
لآلئُ جميلةٌ نُثِرَتْ مِنْ تاجِ عَشْتَروتَ فسرقَتْني ابنةُ الصباحِ ورصَّعَتْ بيَ
الحقولَ
أنا
أبكي فتبتسمُ الطلولُ وأتّضعُ فترتفعُ الأزهارُ
الغيمةُ
والحقلُ عاشقان وأنا بينهُما رسولٌ مُسْعِفٌ أَنْهَمِلُ فأبرِّدُ غليلَ هذا وأشفي
علّةَ تلك
صوتُ
الرعدِ وأسيافُ البرقِ تبشّرُ بقدومي وقوسُ قُزَحٍ يُعْلِنُ نهايةَ سفرتي
أَصْعَدُ
من قَلْبِ البحيرةِ وأسيرُ على
أجنحةِ الأثيرِ حتّى اذا ما رأيتُ روضةً جميلةً سقطتُ وقبّلتُ ثغورَ أزاهِرِها
وعانقتُ أغصانَها
في
السكينةِ أطرقُ بأناملي اللطيفةِ بلّورَ النوافذِ فتؤلّفُ تلك الطَرَقاتُ نغمةً
تفقهُها النفوسُ الحسّاسة
أنا
تَنْهِدَةُ البحرِ، أنا دمعةُ السماءِ، أنا ابتسامةُ الحقلِ
جبران خليل جبران
تنمِّقُ: تزيّنُ عشتروت: إلهة الحبّ عند الكنعانيين رصعّت: زيّنت الطلول: المرتفعات
أتضع: أتواضع أنهملُ: أسقط بسُكون علّة: مرض غليل: جوف الأثير:
الهواء روضة: حديقة
ثغور: ج. ثغر.
أفواه بلّور: زجاج تفقهُها: تفهمها تَنْهِدَةُ
البحر: المقصودُ بها، تَبَخُّر المياه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق