سياسة قسم اللغة العربيّة

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

الورقة الرابِحة - نصّ مع أسئلة للأساسيّ السابع


الورقة الرابِحة

    في يومٍ من الأيّامِ الّتي تَسْبقُ الأعياد، أَمسَكتِ الأمُّ ولدَها الصغيرَ وانطلَقت تَبحثُ له عن ثيابٍ جديدةٍ، ولتُحضّرَ له اللعبَةَ التي يَحلُمُ بها.

    فجأةً، لَفَتَ نظرَها رَجلٌ يَقِفُ على قارِعَةِ الطريقِ مادًّا يَدَه باتّجاهِ المارّة مُسْتَعطِيًا، وشفتاهُ تتلفّظانِ بكلماتِ الرأفَةِ والرحمة قائلًا: "أنا فقيرٌ لا سَنَد لي. أَغيثوني، أَغاثَكُم الله"!

    كان هذا الفقيرُ يرتدي: قبّعةً يَعلوها الغُبارُ، معطفًا ممزّقًا، وقميصًا كأنَّ المياه لم تَمسَّها منذُ زَمَنٍ بعيدٍ. فنظَرَ العجوزُ إلى الأمِّ طالِبًا إليها أن تَمُنَّ عليه بقليلٍ منَ الليراتِ ليشتريَ طعامًا.

    نقَدَتْ أمُّ وليدٍ العجوزَ بعضَ المالِ، وطَلَبَت إليه أن يُرافِقها إلى أَحد المحلّات، حيث اشترت له ثيابًا جديدةً تُلائِمُ جسَده.

    حَزِنَ وليدٌ وقطَّبَ ما بينَ عَينَيه، وبدا على وجهه الوُجومُ والاضطراب، كأنّه عصفورٌ مكسورَ الجناحِ! وقبل أن يتفوّه ببنتِ شفةٍ، قالَت له أُمّه : " هذا رجلٌ مسكينٌ، لا أحَد له يُعيلُه، سأدفَعُ ثمنَ ثيابه ولَن أشتَريَ اللُعبَةَ لكَ، لأَنّهُ بحاجَةٍ إلى الثياب أكثَرَ منْكَ، وأَعِدُكَ أن أشتَريَ لكَ لُعبَتَكَ حين يتوفّرُ المبلَغ". وكم تمنّى وليد لو تبتلِعه الأرض لشدّة حُزنه وخيبَته ! 

    ولم تمضِ إلّا لحظات، حتّى اقترَب بائِعُ اليانَصيب من الأمّ وبَعدَ إصرارِ وليدٍ اشتَرَتِ الأمُّ بطاقَةً، فكانت رابِحَةً ! 

    لم يُصدِّق وليد ما حَدثَ، فسارَ في الطريق فرحًا، يحمل بيَدِه اليُمنى لُعبَتَه المفضّلة، وباليُسرى كيسًا يَحتوي الثياب الجَديدة، والأمُّ كانَت مُنهمكَةً بالصلاة، ولا تتوقّف عن شُكر العناية الإلهيّة الّتي أَعانَتها وَقتَ الشِدّة، وأعادَت الفَرَح إلى ابنها الصغير.

                                                                          جرجس ميشال جرجس

                   "على دروب الوفاء"



الأسئلة :

۱. وَثّق النصَّ توثيقًا كامِلًا.

٢. حَدِّدْ نوع النصّ، داعِمًا اختياركَ بمؤشِّرين: قصّة - مقالة ذاتيّة - رسالة.

٣. أ- اِستخرِجْ مِنَ النصّ الحَقْل المُعجَمِيّ للفقر.

ب- ما علاقة هذا الحقل بموضوع النصّ؟

٤. أَحاضِرٌ الراوي في هذه القصّة أَم غائبٌ عنها؟ عَلّلْ جوابَك.

۵. في النصّ حوار، اِسْتَدِلَّ عليه، وبَيّنْ وظيفتَه.

٦. ما دلالة علامة الوقف ":" الواردة في الفقرة الثانية؟

۷. اِستَخرج من النصّ تشبيهًا، وَ حَدّدْ أركانَه، ثُمّ اِشرَحه مُظهِرًا دوره في التعبير عن حالَة الولد النفسيّة.

٨. اِملأ ترسيمَة القصّة التالية:


٩. ما النمط المُهيمن في هذا النصّ؟ اِستخرجْ خمسة مؤشّراتٍ مدعّمة بالشواهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق