السعادة
والتسامح والمستقبل
1-
كثيرٌ منَ الأسئلةِ والتعليقاتِ والمُكالماتِ وملخّصاتِ الأخبارِ تلقيّتُهُ وقرأتُهُ
خلالَ الأسبوعِ الماضي، كلُّهُ يدورُ حولَ التغييرِ الحكوميِّ الذي أجريناه
مؤخّرًا في دولةِ الإمارات، بتعيينِ وزراءَ للسعادةِ والتسامحِ والمستقبلِ ووزيرةٍ
للشبابِ بعمرِ الاثنين والعشرين، وإجراءِ تغييراتٍ هيكليّةٍ في التربيةِ والتعليمِ
والصحّةِ وإدارةِ المواردِ البشريّةِ.
2- نحنُ غيّرْنا لأنّنا تعلّمنا الكثيرَ منْ
خلالِ السنواتِ الخمسِ الأخيرةِ منْ أحداثِ المنطقةِ حولَنا، ومن جهودٍ كثيرةٍ
بذلناها لاستشرافِ المستقبل. تعلّمْنا بأنَّ عدمَ الاستجابةِ لتطلّعاتِ الشبابِ
الّذين يمثّلون أكثرَ من نصفِ مجتمعاتِنا العربيّةِ هو سباحةٌ عكسَ التيّارِ،
وبدايةُ النهايةِ للتنميةِ والاستقرار.
3- نحنُ دولةٌ شابّةٌ، ونفخرُ بذلك،
ونفخرُ أيضًا بشبابِنا، نستثمرُ فيهم، ونُمكّنُ لهم في وطنِهم، وهذا ما دفعَنا إلى
تعيينِ وزيرةٍ شابّةٍ من عمرِهم، كما قمْنا بإنشاءِ مجلسٍ خاصٍّ لهم، لأنّنا
نؤمنُ بأنّهم أسرعُ منّا في التعلّمِ والتطوّرِ والمعرفةِ لامتلاكِهم أدواتٍ لم
نمتلكْها عندَما كنّا في أعمارِهم، ونعتقدُ جازمينَ بأنّهم هم الذين سيصلون بدولتِنا
إلى مراحلَ جديدةٍ منَ النموِّ والتطوّر
.
4- لقد علّمتنا السنواتُ بأنَّ دورَ
الحكوماتِ هو خلقُ البيئةِ التي يستطيعُ الناسُ من خلالِها تحقيقَ أحلامِهم
وطموحاتِهم وذواتِهم وسعادتِهم. نعم وظيفةُ الحكوماتِ هي تحقيقُ السعادة.
ولسْنا جُددًا في الحديثِ عنِ السعادة. فمنذُ فجرِ التاريخِ والكلُّ يطلبُ السعادةَ.
أرسطو مثلاً ذكرَ أنَّ الدولةَ كائنٌ حيٌّ يتطوُّر ويسعى إلى تحقيقِ الكمالِ
المعنويِّ والسعادةِ للأفراد. وكذلك ابن خلدون وغيرهما...
5- وعلّمتنا السنواتُ أيضًا بأنّنا
نحتاجُ أن نتعلّمَ التسامحَ ونعلّمَهُ ونمارسَهُ، أن نُرضعَهُ لأطفاِلنا فكرًا
وقيمًا وتعليمًا وسلوكًا، أن نضعَ له قوانينَ وسياساتٍ ومنظومةً كاملةً من البرامجِ
والمبادرات. الكراهيةُ مرفوضةٌ في دولتنا، ولا يمكنُ أن نقبلَ بأيِّ شكلٍ من أشكالِ
التمييزِ بين أيِّ شخصٍ يُقيمُ عليها أو يكونُ مواطنًا فيها. لذلك قمْنا
بتعيينِ وزيرٍ للتسامح
.والتسامحُ ليسَ فقطْ كلمةً نتغنّى
بها، بل لا بدَّ أن يكونَ لها مؤشّراتٌ ودراساتٌ وسياساتٌ، وترسيخٌ سلوكيٌّ
في مجتمعِنا لنصونَ مستقبلَهُ ونحافظَ على مكتسباتِ حاضرِهِ.
6- نحن دولة نتعلّم كلّ يوم، ومع كلّ
درس نتعلّمه لا بدّ أن نأخذ قرارات نطوّر بها مستقبلنا. وربّما كان هذا وراء تغيير
اسم إحدى الوزارات لتكون أيضا وزارة للمستقبل، لأنّنا نتعلّم أيضا من المستقبل
وليس فقط من التاريخ
.
7- نعم نحنُ مغرمون بالتطوّرِ
والتجدّدِ والمستقبلِ وما يحملُهُ من تغييراتٍ عظيمةٍ، في الصحّةِ وطرق التعليمِ
وفي إدارةِ مدنِ المستقبلِ وفي الخدماتِ الذكيّةِ وفي التنقّلِ المستقبليِّ وفي
الطاقةِ المتجدّدةِ وفي الفضاء. نحن وضعنا رهانَنا في موجةِ التغييراتِ المقبلةِ،
واستثمرنا في أبنائِنا، وتجربتُنا مفتوحةٌ للجميعِ للاستفادةِ منها .
محمّد بن
راشد آل مكتوم (حاكم إمارة دبي)
صحيفة البيان الإلكترونيّة – 28 شباط 2016 - بتصرّف
أولاً: في الفهم
والتحليل (إحدى عشرة علامة)
1- قدِّمْ
للنصّ باستخلاصِ ثلاثِ دلالاتٍ من حواشيه. (1.5)
2- عيِّنْ نوعَ النصّ وأكِّدْ إجابتَكَ
بثلاثِ سمات. (1.5)
3- يرى الكاتبُ في الشباب نبضَ الحياة
وأمل المستقبل. أوضِحْ مؤيِّدًا جوابَكَ بشواهدَ ومبديًا رأيك.
(2)
4- تكرّرَتْ في النصّ كلمةُ
"علَّمَتْنا" ومشتقّاتُها. بمَ أفادَ التّكرارُ هذا النصّ؟ أوضحْ. (2)
5- ما وظيفةُ أدواتِ الرّبطِ التي تحتَها
خطّ في النصّ؟ (2)
6- لخّصِ الفقرةَ الثالثةَ من النصِّ
بحدودِ 25%. (1)
7- حرِّكْ أواخرَ الكلماتِ في الفقرةِ
السادسةِ من النصِّ. (1)
ثانيًا: في
التعبير الكتابيّ )تسع علامات)
الموضوع: جاء في نهاية النصّ: "نعم نحن مغرمون بالتطوّر والتجدّد
والمستقبل وما يحمله من تغييرات عظيمة، في الصحّة وطرق التعليم وفي إدارة مدن
المستقبل وفي الخدمات الذكيّة وفي التنقّل المستقبليّ وفي الطاقة المتجدّدة وفي
الفضاء."
اختر ثلاثة مجالات ذكرها الكاتب في
هذه العبارة، ثمّ تحدّث عن أهميّتها، مفصِّلاً رؤيتك إلى تطويرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق