سياسة قسم اللغة العربيّة

الجمعة، 3 نوفمبر 2017

دراسة نصّ - مصير باخرة - الأساسيّ التاسع - تشرين الثاني 2017




       1 ـ في العامِ أَلْفٍ وَتَسْعِمِئَةٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ، وَفي العاشِرِ مِنْ شَهْرِ نَيْسانَ، كُنّا في مَرْفَأِ "شَرْبور" في شَمالي فَرَنْسا، نَنْتَظِرُ الباخِرَةَ العِمْلاقَةَ "تيتانيك" الَّتي سَتَقُلُّنا إِلى أَميركا.
        2 ـ أُلوفُ الرُكّابِ مِنْ مُخْتَلِفِ الجِنْسِيّاتِ يَشْعُرونَ بِفَخْرٍ، لأَنَّهُمْ يُدَشِّنونَ أَقْوى باخِرَةِ رُكّابٍ وَأَجْمَلَها تَصْميمًا، وَأَحْدَثَ باخِرَةِ رُكّابٍ اخْتَرَعَها دِماغُ الإِنْسانِ، وَهُمْ عَلى مَتْنِها يَحْلُمونَ بِالثَرْواتِ الطائِلَةِ في العالَمِ الجَديدِ...
        3 ـ إِنَّها مُصَمَّمَةٌ فِعْلاً لِتُشْبِهَ قَصْرًا عائِمًا، تَجِدُ فيهِ أَفْخَمَ التَسْلِياتِ المُتَوافِرَةِ، غيرِ المُتَوافِرةِ عَلى اليابِسَةِ، فَتَجِدُ حَمّاماتٍ، وَشُرُفاتٍ مُزَخْرَفَةً جَنَباتُها، وَمَلاعِبَ للرِياضَةِ، وَحَوْضًا لِلسِباحَةِ...
        4 ـ وَبَعْدَ أَرْبَعَةِ أَيّامٍ مِنَ الإِبْحارِ في المُحيطِ الأَطْلَسِيِّ، وَفي لَيْلَةِ الرابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَهْرِ، إِذا بِأَحَدِهِمْ يَقْرَعُ بِقُوَّةٍ بابَ غُرْفَتي، وَكانَتِ الساعَةُ تُشيرُ إِلى الواحِدَةِ تَمامًا. فَتَحْتُ البابَ بِسُرْعَةٍ، فَإِذا بِأَحَدِ المُضيفينَ يَتَكَلَّمُ عَلى بَعْضِ "مُشْكِلاتٍ صَغيرَةٍ" طَرَأَتْ عَلى الباخِرَةِ، وَيُبْلِغُني أَنَّ القُبْطانَ يَطْلُبُ إِلى جَميعِ رُكّابِ الدَرَجَةِ الأولى أنْ يَتَجَمَّعوا عَلى سَطْحِ الباخِرَةِ.
        5 ـ عِنْدما وَصَلْتُ، رَأَيْتُ الرُكّابَ، كِبارًا وصِغارًا، الَّذينَ سَبَقوني يَتَوَجَّهونَ إِلى قَوارِبِ النَجاة خوفًا من الكارثةِ. وَكانَ هُناكَ المُضيفُ الَّذي طَرَقَ بابي قَبْلَ قَليلٍ. قَصَدْتُهُ وَسَأَلْتُهُ عَمّا يَجْري فَقالَ:" النِساءُ وَالأَوْلادُ يَنْزِلونَ أَوَّلاً! لَيْسَ في الأَمْرِ رَحيلٌ، إِنَّنا نُبْعِدُ الرُكّابَ لِمُدَّةِ ساعَةٍ أَوْ ساعَتَيْنِ". ثُمَّ أَكْمَلَ:
- "إِنَّنا في حاجَةٍ إِلَيْكَ! هذا القارِبُ يَنْقُصُهُ رَجُلٌ، أَلا تُحْسِنُ التَجْذيفَ؟"
ـ "لَقَدْ مارَسْتُهُ سَنَواتٍ..."
وَاتَّخَذْتُ مَكاني في القارِبِ. إِنَّهُ يَضُمُّ زُهاءَ ثَلاثينَ شَخْصًا، لذلك بَدَأْتُ أُجَذِّفُ وقَرَّرْتُ أَنْ أَبْتَعِدَ عَنِ الباخِرَةِ، وَالإِنْتِظارَ عَلى بُعْدِ نِصْفِ ميلٍ، إِلى أَنْ يُنادونا بِإِشارَةٍ ما، فَنَعودَ إِلى الباخِرَةِ...
        6 ـ عِنْدَما تَوَقَّفْتُ عَلى مَسافَةٍ بَدَتْ لي مُلائِمَةً، الْتَفَتُّ نَحْوَ الباخِرَةِ. يا لَلْهَوْلِ! لَقَدْ رَأَيْتُها مائِلَةً بِوُضوحٍ إِلى الأَمامِ. أَضْواؤُها تَضْعُفُ شَيْئًا فَشَيْئًا... انْكَشَفَتْ لَنا الحَقيقَةُ الصَعْبَةُ! لَقَدِ اصْطَدَمَتْ بِجَبَلٍ مِنَ الجَليدِ سابِحِ مِنَ المُحيطِ المُتَجَمِّدِ الشَمالِيِّ، وَها هُوَ يَبْدو بَعيدًا عَنْها. فَجْأَةً، سَمِعْتُ نِداءَ اسْتِغاثَةٍ، إِنَّهُ صادِرٌ عَنْ رَجُلٍ كانَ يَسْبَحُ، اقْتَرَبْتُ مِنْهُ وَرَفَعْتُهُ إِلى مَتْنِ القارِبِ. وبَعْد قَليل، أَشار إِلَينا ناجون آخَرون، فذَهَبنا إِلَيهم نَلْتَقِطهم ونُنْقِذهم... لقَد صارت "التيتانيك" في وَضْع عَمودِيّ، وقَد تَلاشت أَنْوارها، وظَلّت خَمْس دَقائِق، ثُمّ غاصت إِلى حَيْثُ كان قَدَرها...
                                                               
أَمين مَعْلوف ـ سمرقندـ (بِتَصَرُّف)

أَوّلاً: في الفَهْمِ وَالتَحْليلِ: 

1-  ادرس حاشيّة النصّ ثمّ اذكر وظيفتها.
2-  تأمَّلِ الصورةَ جيِّدًا وعَبِّرْ عَمّا تراهُ فيها.        
3-  النَصُّ سيرَةٌ ذاتِيَّةٌ. أُذْكُرْ مؤشِّرَيْنِ يَدُلاّنِ عَلى ذلِكَ مُقَدِّمًا شَواهِدَ مِنَ النَصِّ.
4-  يُسَيْطِرُ النَمَطُ السَرْديُّ عَلى النَصِّ، حَدِّدْ:
_ الوَضْعَ الأَوّلي.
_ العنصرَ المبدّلَ.
_ الوَضْعَ النِهائيّ.                                   
5-  سَيْطَرَ الوَصْفُ عَلى المَقْطَعِ الثاني، ما مَوْضوعُهُ وَما قيمَتُهُ في خِدْمَةِ السَرْدِ؟
6-   إِشْرَحْ مَدْلولَ العِبارَةِ الأَخيرَةِ مِنَ النَصِّ: " غاصَتْ إِلى حَيْثُ كانَ قَدَرُها..."
7-  وردَتْ في الفقرةِ الخامسةِ أداةَ الربطِ "لذلك"، اذكرْ وظيفتَها شارحًا.
8-  بَدَأَ القبطانُ بِإِنْقاذِ رُكّابِ الدَرَجَةِ الأُولى قَبْلَ سِواهم. ما رأْيُكَ في هذا التَصَرُّفِ؟                  
9-  أُضْبُطْ بِحَرَكاتِ الإِعْرابِ:                                                                   
 "وبَعْد قَليل، أَشار إِلَينا ناجون آخَرون، فذَهَبنا إِلَيهم نَلْتَقِطهم ونُنْقِذهم... لقَد صارت "التيتانيك" في وَضْع عَمودِيّ، وقَد تَلاشت أَنْوارها، وظَلّت خَمْس دَقائِق، ثُمّ غاصت إِلى حَيْث كان قَدَرها..."                                                                                                         
10-                   أَعْرِبْ ما تَحْتَهُ خَطٌّ.                                                                        
11-                  في الفقرةِ الخامسةِ صورةٌ فَنِّيَّةٌ. إستَخْرِجْها واذكُرْ وَظيفتَها.                                      
12-                  أُكْتُبِ البَيْتَ الآتيَ كِتابَةً عَروضِيَّةً وَاذكُرْ بَحْرَهُ وَجَوازاتِهِ وقافِيَتَهُ وَرَوِيَّهُ.                                 
             وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخى سُدولَهُ      عَلَيَّ بِأَنْواعِ الهُمومِ لِيَبْتَلي

ثانيًا: في التعبيرِ الكتابيِّ:

الموضوع: حَزمْتَ أَمْتِعَتِكَ وأَقْلَعَتْ بِكَ الطائرَةُ إِلى بَلَدِ أَحْلامِكَ لِتَمْضِيَةِ العُطلةِ الصَيْفِيَّةِ. وَبَينَما كُنْتُم في الفضاء، والسَعادةُ تَغْمُرُكَ، اضطرَّ الطيّارُ إِلى الهبوطِ في إِحدى المَناطِقِ النائيَةِ.

أسردْ لنا ما حصَلَ واصِفًا الهَلعَ والخوفَ، وكيفَ استَطْعْتُمْ أَنْ تَتَخلَّصوا مِنْ هذا المأزَقِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق