سياسة قسم اللغة العربيّة

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

كلمة رئيس المدرسة الأب كبريال تابت في احتفال عيد العلم - 2016


  
         في مناسبة عيدَي العلم والاستقلال، ألقى رئيس المدرسة الأب كبريال تابت كلمة استهلها بإخبار التلاميذ حكاية الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، حين استفرد الانتداب الفرنسيّ بكلّ منهما كي يغريه بالتخلّي عن الآخر، فكان جواب كلٍّ من الرئيسين: دخلنا إلى راشيا معًا ونخرج معًا، فكانت وحدة الرأي والموقف هذه بداية الاستقلال...
 
           ثمّ تابع قائلًا:
       في أجواء احتفاليّة المدرسة بيوبيلِها الخامس والعشرين، يحلُّ عيد العَلم في وضعٍ لبنانيّ يحمل بعض الأمل والكثير من الرجاء. لكنّ أمل العَلم في أن يبقى خفّاقًا هو أنتم، وأنتم رجاؤنا في أن يكون وطن الغد عظيمًا كما نحلُم به جميعًا.
       لقد أثبتُّم في خلال العام الماضي، أنّكم ملتزمون بالمدرسة، فاستجبتم لمتطلّبات زيارة لجنة الـ Accreditation، فنجحنا معًا في الحصول على التقدير الذي يفتح أمامكم، واسعةً، أبواب الجامعات الكبرى ومؤسسّات العمل الراقية. فأغتنمُ هذه المناسبة لأشكركم على تعاونكم معنا.
       أيّها التلامذة،
       مع بداية كلِّ سنةٍ دراسيّة، نلتقي أوّلًا، في قدّاس بدء السنة في كاتدرائيّة مار جرجس، لنتذكّر معًا البُعد الروحيّ الذي يجعل كلًّا منّا على صورة إلهنا ومثالِه، ولنجدّد إيماننا بأنّنا أبناء السماء. ثمّ نلتقي مرّةً ثانيةً في عيد العَلم، لنتذكّرَ البُعد الوطنيّ الذي يجعل كلًّا منّا ابنًا بارًا للأرض التي ينتمي إليها، ولنجدّد عهد الوفاء لوطنٍ يستحقّ منّا العطاء والتقدير.
       وبين البُعدين الروحيّ والوطنيّ، يأتي البعد التربويّ ليصِل الأرض بالسماء، فنتذكّر أنّ البيئة صورة عن جمالِ الخالق، وأنّ العلوم تعبير عن حكمته، وأنّ الآداب والفنون لغة السماء حين تريد أن تخاطب أهل الأرض بلغة يفهمونها، وأنّ في الرياضة تقديرًا للجسم البشريّ الذي تحترمه الديانات كلُّها. وحين نعلّمكم كلّ ذلك، فلكي تتذكّروا، حين تقفون أمام هذا العَلم، كلّ من ضحّى ويضحّي، لأجل أن نبقى هنا، على هذه الأرض، أحرارًا في وجهِ الاستعباد، شرفاء في مواجهةِ الفساد، متضامنين لمنعِ خطر التعصّب والحقد.
       كونوا أعلامًا في العلم والأدب والفنّ، يبقَ علمُنا معانقًا وجه السماء.
       عشتم، عاشتِ الحكمة، عاش لبنان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق