مشهد الشخص وبيّاعة البندورة
الشخص
وبيّاعة البندورة
(مسرحيّة
الشخص – 1968)
الشخصيّات عدد 2 (بيّاعة البندورة - الشخص)
بيّاعة البندورة: حضرة الشخص؟
الشخص:
مين؟
بيّاعة
البندورة: يه!!! إنت بتحكي؟
الشخص:
إيه بحكي
بيّاعة
البندورة: كنت افتكرتك ما بتحكي
الشخص:
لمّا بيكونو الناس كتار ما بحكي. لأنّو كلّ واحد بيفهم على ذوقو. بس لمّا بكون
وحدي بحكي... إيه بحكي
بيّاعة
البندورة: معك تديّني ميّة ليرة؟
الشخص:
أبدًا... أنا ما معي مصاري
بيّاعة
البندورة: حضرة الشخص وما معك مصاري؟
الشخص:
أنا صرت المصاري كلّا، والمصاري ما بتحمل مصاري. إنتي مين؟
بيّاعة
البندورة: أنا بيّاعة البندورة
الشخص:
بيّاعة البندورة؟ قرّبي قرّبي قرّبي. دخلك، بدّي إسألك: ليش من زمان البندورة كانت
أطيب وأرخص؟ حبِّتها كانت أزغر، بس كان إلها طعمه. اليوم، صارت كبيرة وبلا طعمه؟
بيّاعة
البندورة: كانت تطله بموسمها وبس. اليوم صاروا يطلّعوها بكل موسم
الشخص:
فكرك ع الطرق الاصطناعيه فقدت طعمتها؟
بيّاعة
البندورة: ولذّة غيبتها. وما عدنا نتلاقى فيا ونقول: خير السنة ورزق جديد
الشخص:
أهلا. إنتي مين؟
بيّاعة
البندورة: ما قلتلّك بيّاعة البندورة. بتذكر ساحة الخضره؟
الشخص:
إيه إيه ساحة الخضره. مطرح ما استقبلونا وغنّتلنا هاك البنت ورقصولنا دبكه
بيّاعة
البندورة: إيه نعم
الشخص:
أنا كنت بزماني دبّيك، وكنت إمسك ع الراس على دلعونا
بيّاعة
البندورة: على دلعونا على دلعونا / هوا الشمالي غيّر اللونا
الشخص:
(بيعمل حركة رقص زغيرة) إيه بس كلّ شي تغيّر
بيّاعة
البندورة: والبنت يللي غنتلك يومها زعجتك شي؟
الشخص:
أبدًا... أبدًا، طربتني
بيّاعة
البندورة: هاك البنت هيي أنا
الشخص:
ودفعولك إجرتك يا بنتي؟
بيّاعة
البندورة: حاكموني وباعولي العربيّه
الشخص:
باعولِك العربيّه؟
بيّاعة
البندورة: ومنعوا البيع بالساحة وشرّدوا الخضرجيّه
الشخص:
له له له له... ليش؟
بيّاعة
البندورة: لأنّو حضرتك بدّك تمرق، سدّوا الطرقات وطردو الناس من الشوارع وسكّروا الدكاكين
الشخص:
كلّ هالشي لأنّو بدّي إمرق؟
بيّاعة
البندورة: نعم
الشخص:
له له له له... مع إنّو أنا بتونّس بالناس، وأنا جيت حتّى البيّاعين يبيعو أكتر،
الناس شغلن يكتر، والبندوره تكبر. ليش عم بيصير هيك؟
بيّاعة
البندورة: أنا بعرف
الشخص:
شو هالحاله؟ بحكي الكلمه / بعطي الأمر / بيتحرَّف وبيتغيّر / مش عن قصد بيتغيّر/ بس الأمر / بيصير يزورب لحالو / ويعطي أمر لحالو
/ وبيتغيّر / أنا كمان تغيّرت، من زمان كنت صبي زغير شعرو أشقر صار أبيض ع القصّ
بيّاعة
البندورة: له له له
الشخص:
ما عدت أعرف حالي قدّ ما تغيّرت، قدّ ما غيّروني
بيّاعة
البندورة: مين؟
الشخص:
كلّن. كلّن. إنتو، هنّي، كلّن. كلّن. بيعتّمولي أوضتي، أنا بحبّ الضو. ليليّه
منتشارع. مش عم بقدر نام.
بيّاعة
البندورة: نام بأوضه تانيه
الشخص:
كلّ الأوض فيهن ناس/ يا عمّي منين بيجو؟ / بوسِّع البيت/ بيكترو الناس / أنا ما بطلبن / هنّي بيجوا / قاعدين ببيتي / وأنا قاعد فيي الـ مش أنا
بيّاعة
البندورة: إنت بتخاف؟
الشخص:
ما بخاف إلّا وأنا جايي ع أوضتي / فيه زاروب كبير ضوّو شحيح / مين بيعرف شو مخبّالو بالزاروب؟
بيّاعة
البندورة: قوّي الضوّ
الشخص:
الديكوراتور ما بيقبل
بيّاعة
البندورة: بتعرف؟ ضوّ البيوت العتيقة كان شحيح
الشخص:
فيه ضجر. فيه ضجر. من زمان كان البيت بعامود
بيّاعة
البندورة: وكان الولد يقعد ع الشبّاك
الشخص:
لأ. كان يزيّح على الحيط، ويلعب ع المقاعد. دخلِك! ليش تغيّرو الناس؟ ما عادوا يحبّوا المقاعد. صاروا كلّن بدّن يقعدوا ع
الكراسي، وما فيه كراسي تكفّي
بيّاعة
البندورة: يقعدوا بالدور
الشخص:
ما هوّي الواحد لمّا بيكون تعبان بيقول لرفقاتو رح أقعد شوي، ولمّا برتاح بقعِّد
غيري. لكن مدري كيف، بيتعوّد...
بيّاعة
البندورة: إنتَ ما فكّرت تقعِّد غيرك؟
الشخص:
مش عن قصد ما فكّرت، بس نسيت... نسيت إنّو فيه غيري وصرت خاف أقعد ع شي تاني ويصير
معي ديسك
بيّاعة
البندورة: قصّتك حزينه متل حكايات الشتي
الشخص:
إيه قصّتي حزينه متل حكايات الشتي/ بفتكر بمشاكل الناس كلّا / وما حدا بيفتكر بمشاكلي
بيّاعة
البندورة: تبقى تعا اسهر عنّا. نحنا منعمل سهريّات حلوه، ومنتسلّى بلعب الورق
والحزازير
الشخص:
يا ريت... يا ريت
بيّاعة
البندورة: ليش؟
الشخص:
ما بقدر. إسمكن مش مكتوب بدفتر الزيارات (بغضب) لكن
أنا مش رح إسمح أبدًا يظلموكي يا بنتي. رح أعطي أمر ت يرجّعولك العربيّه ويسمحولكن
بالبيع بالسّاحة
بيّاعة
البندورة: بس خايفه إنّو تعطي الأمر، ويزورب الأمر، ويعطي أمر لحالو، ويقوم
المتصرِّف والشاويش يعملولي شي قصّه
الشخص:
يعملولِك شي قصّه؟
بيّاعة
البندورة: نعم
الشخص:
خوّفتيني. أنا إلي زمان ما تنزّهت. هلّق إلي ساعتين عم بتنزّه. خايف بغيبتي
يعملولي القصّة إلي أنا.
(بيضهر بسرعة هوّي وعم يتلفّت حواليه بحذر)
بيّاعة
البندورة: جينا لحلّال القصص / ت
نحلّ قصّتنا
ولقينا في عندو قصّه / يا محلى قصّتنا
كلّ واحد عندو قصّه / وكلّ قصّه إلها قصّه
وبيخلص العمر / وما بتخلص القصّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق