الإملاء المستوحى
لِمَ أجد صعوبة في كتابة نصٍّ
إملائيّ، علمًا أنّ كلماته هي تطبيق لما تعلّمناه سابقًا؟ عبثًا أحاول إقناع نفسي
بأن لا داعي للخوف والارتباك. فما زالت الكلمات التي مرّت في إملاءات سابقة تتشابك
في رأسي ويتسابق أصعبها ليحتلّ مركز الصدارة.
صحيح أنّ قاعدة كتابة التاء في أواخر
الكلمات سهلة، ولكنّي، عند الامتحان، أجد هذه المفردات متشابهة، وأنسى كيفيّة
كتابة: سُبات وبُناة أو مُداواة ومَلهاة.
وعن الهمزة، قال لنا معلّمنا
مرّة: إن يعِ أحدكم قاعدة كتابة الهمزة جيّدًا يجدْ أنّها تتطلّب بعض الانتباه. فهي
إمّا ابتدائيّة وإمّا متوسطة أو متطرّفة، ولكلّ حالة قوانينها. ولكنّ هذه القوانين
تأتبى مرافقتي عند الحاجة إليها، فأنسى كيف أكتب: شيئًا وشيء وأولئك ولئن هؤلاء
ولئلاّ أو شواطئ وشطآن، وكيف أميّز بين ملَأ ومُلِئ ويملأه وملْؤه ويملأان أو بين عبئًا وعباءات وبيئات متلألئات.
أيّها الإله! تكاد المعلومات تضيع منّي،
ولكنّي واثق من قدرتي على الكتابة، ما أن يبدأ الأستاذ بعد هنيهات بالقراءة الأولى
للنصّ. وعندئذ ستُمحى من رأسي المخاوفُ كلّها، وسأكتب ما يُملى عليّ بثقة مستقاة
من معلوماتي. فليقلْ أستاذي ما يريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق